174

مغني اللبيب

مغني اللبيب

Investigador

د. مازن المبارك / محمد علي حمد الله

Editorial

دار الفكر

Número de edición

السادسة

Año de publicación

١٩٨٥

Ubicación del editor

دمشق

أَن ذَلِك دأبه وَالسِّين مفيدة للاستقبال إِذْ الِاسْتِمْرَار إِنَّمَا يكون فِي الْمُسْتَقْبل وَزعم الزَّمَخْشَرِيّ أَنَّهَا إِذا دخلت على فعل مَحْبُوب أَو مَكْرُوه أفادت أَنه وَاقع لَا محَالة وَلم أر من فهم وَجه ذَلِك وَوَجهه أَنَّهَا تفِيد الْوَعْد بِحُصُول الْفِعْل فَدَخَلُوهَا على مَا يُفِيد الْوَعْد أَو الْوَعيد مُقْتَض لتوكيده وتثبيت مَعْنَاهُ وَقد أَوْمَأ إِلَى ذَلِك فِي سُورَة الْبَقَرَة فَقَالَ فِي (فَسَيَكْفِيكَهُم الله) وَمعنى السِّين أَن ذَلِك كَائِن لَا محَالة وَإِن تَأَخّر إِلَى حِين وَصرح بِهِ فِي سُورَة بَرَاءَة فَقَالَ فِي ﴿أُولَئِكَ سيرحمهم الله﴾ السِّين مفيدة وجود الرَّحْمَة لَا محَالة فَهِيَ تؤكد الْوَعْد كَمَا تؤكد الْوَعيد إِذا قلت سأنتقم مِنْك سَوف مرادفة للسين أَو أوسع مِنْهَا على الْخلاف وَكَأن الْقَائِل بذلك نظر إِلَى أَن كَثْرَة الْحُرُوف تدل على كَثْرَة الْمَعْنى وَلَيْسَ بمطرد وَيُقَال فِيهَا سف بِحَذْف الْوسط وسو بِحَذْف الْأَخير وسى بحذفه وقلب الْوسط يَاء مُبَالغَة فِي التَّخْفِيف حَكَاهَا صَاحب الْمُحكم وتنفرد عَن السِّين بِدُخُول اللَّام عَلَيْهَا نَحْو ﴿ولسوف يعطيك رَبك فترضى﴾ وبأنها قد تفصل بِالْفِعْلِ الملغى كَقَوْلِه ٢٣٧ - (وَمَا أدرى وسوف إخال أَدْرِي ... أقوم آل حصن أم نسَاء)

1 / 185