159

مغني اللبيب

مغني اللبيب

Investigador

د. مازن المبارك / محمد علي حمد الله

Editorial

دار الفكر

Número de edición

السادسة

Año de publicación

١٩٨٥

Ubicación del editor

دمشق

لِأَن مَا بعدهمَا لَيْسَ غَايَة لما قبلهمَا وَلَا مسببا عَنهُ وَجعل ابْن هِشَام من ذَلِك الحَدِيث كل مَوْلُود يُولد على الْفطْرَة حَتَّى يكون أَبَوَاهُ هما اللَّذَان يُهَوِّدَانِهِ أَو ينصرَانِهِ إِذْ زمن الميلاد لَا يَتَطَاوَل فَتكون حَتَّى فِيهِ للغاية وَلَا كَونه يُولد على الْفطْرَة علته الْيَهُودِيَّة والنصرانية فَتكون فِيهِ للتَّعْلِيل وَلَك أَن تخرجه على أَن فِيهِ حذفا أَي يُولد على الْفطْرَة وَيسْتَمر على ذَلِك حَتَّى يكون وَلَا ينْتَصب الْفِعْل بعد حَتَّى إِلَّا إِذا كَانَ مُسْتَقْبلا ثمَّ إِن كَانَ استقباله بِالنّظرِ إِلَى زمن التَّكَلُّم فالنصب وَاجِب نَحْو ﴿لن نَبْرَح عَلَيْهِ عاكفين حَتَّى يرجع إِلَيْنَا مُوسَى﴾ وَإِن كَانَ بِالنِّسْبَةِ إِلَى مَا قبلهَا خَاصَّة فالوجهان نَحْو ﴿وزلزلوا حَتَّى يَقُول الرَّسُول﴾ الْآيَة فَإِن قَوْلهم إِنَّمَا هُوَ مُسْتَقْبل بِالنّظرِ إِلَى الزلزال لَا بِالنّظرِ إِلَى زمن قصّ ذَلِك علينا وَكَذَلِكَ لَا يرْتَفع الْفِعْل بعد حَتَّى إِلَّا إِذا كَانَ حَالا ثمَّ إِن كَانَت حاليته بِالنِّسْبَةِ إِلَى زمن التَّكَلُّم فالرفع وَاجِب كَقَوْلِك سرت حَتَّى أدخلها إِذا قلت ذَلِك وَأَنت فِي حَالَة الدُّخُول وَإِن كَانَت حاليته لَيست حَقِيقِيَّة بل كَانَت محكية رفع وَجَاز نَصبه إِذا لم تقدرالحكاية نَحْو ﴿وزلزلوا حَتَّى يَقُول الرَّسُول﴾ قِرَاءَة نَافِع بِالرَّفْع بِتَقْدِير حَتَّى حالتهم حِينَئِذٍ أَن الرَّسُول وَالَّذين آمنُوا مَعَه يَقُولُونَ كَذَا وَكَذَا وَاعْلَم أَنه لَا يرْتَفع الْفِعْل بعد حَتَّى إِلَّا بِثَلَاثَة شُرُوط أَحدهَا أَن يكون حَالا أَو مؤولا بِالْحَال كَمَا مثلنَا وَالثَّانِي أَن يكون مسببا عَمَّا قبلهَا فَلَا يجوز سرت

1 / 170