Falacias Lógicas: Capítulos en Lógica No Formal
المغالطات المنطقية: فصول في المنطق غير الصوري
Géneros
كان بروكروست، في الميثولوجيا اليونانية، قاطع طريق يعيش في أتيكا، وكانت له طريقة خاصة جدا في التعامل مع ضحاياه، فقد كان يستدرج ضحيته ويضيفه ويكرم وفادته، وبعد العشاء يدعوه إلى قضاء الليل على سريره الحديدي الشخصي، إنه سرير لا مثيل له بين الأسرة إذ كان يتميز بميزة عجيبة: هي أن طوله يلائم دائما مقاس النائم عليه أيا كان ، غير أن بروكرست لم يكن يتطوع بتفسير كيف يتأتى لسريره أن يكون على مقاس الجميع على اختلاف أطوالهم، حتى إذا ما اضطجع الضحية على السرير بدأ بروكرست عمله، فجعل يربطه بإحكام ويشد رجليه إن كان قصيرا ليمطهما إلى الحافة، أو يبترهما بترا إن كان طويلا ليفصل منها ما تجاوز المضجع؛ حتى ينطبق تماما مع طول السرير! وظل هذا دأبه إلى أن لقي جزاءه العدل على يد البطل الإغريقي ثيسيوس
Theseus
الذي أخضعه لنفس المثلة، فأضجعه على السرير ذاته وقطع رقبته لينسجم مع طول سريره.
يشير مصطلح «سرير بروكرست»
(أو «البروكرستية
») إلى أية نزعة إلى «فرض القوالب» على الأشياء (أو الأشخاص، أو النصوص ...) أو لي الحقائق وتشويه المعطيات وتلفيق البيانات لكي تنسجم قسرا مع مخطط ذهني مسبق، إنه القولبة الجبرية، والتطابق المعتسف، والانسجام المبيت، إنه افتئات على الواقع قلما يفلت من غضبة المنطق وانتقام الحقيقة. (1) ألوان من البروكرستية
إنهم يلوون بها ويفسدونها لكي تلائم خيالاتهم المسبقة.
فرنسيس بيكون (الأورجانون الجديد 1: 17) (1-1) البروكرستية التأويلية ... وتتكلم بعبارات غامضة ... تدفع السامعين إلى التأويل، فيلجئون إلى التخمين ويحورون الألفاظ لكي توافق أفكارهم.
شكسبير، هملت
حين نفرض على النصوص توقعاتنا وتحيزاتنا وإسقاطاتنا المسبقة، دون أن نكلف خاطرنا بمراجعة هذه الإسقاطات في ضوء ما يبزغ أمامنا في فعل القراءة، حين نخرس النص ونفرض عليه ما ليس فيه - فثم «البروكرستية التأويلية»، وعسى أن يعي ذلك بعض النقاد الذين يفرضون قوالبهم على الأعمال الأدبية أو الفنية ويلبسونها المعنى الذي يتلبس بهم، أو المذهب الفني الذي يستحوذ على اهتمامهم، وعسى أن يفهم ذلك هواة «المعجزات العلمية» الذين لا يخشعون لجلال النص القرآني، ويريدون أن «يحشروا الأكبر في الأصغر!» وأن يفرغوا النص من «بلاغه»
Página desconocida