Falacias Lingüísticas: El Tercer Camino hacia un Árabe Moderno

Cadil Mustafa d. 1450 AH
197

Falacias Lingüísticas: El Tercer Camino hacia un Árabe Moderno

مغالطات لغوية: الطريق الثالث إلى فصحى جديدة

Géneros

25

وللأستاذ إبراهيم عبد القادر المازني حديث شائق عن قصته مع النحو، يخلص منها إلى ضرورة تعليم اللغة كسليقة لا كعلم منفصل. والمازني من أساتذة النثر العربي في كل العصور، وهو شاعر أيضا ومؤسس مدرسة شعرية (مدرسة الديوان مع رفيقيه العقاد وشكري). يقول المازني: «كنت أقرأ ورقة الأسئلة (في الامتحان) وأترك النحو إلى آخر الوقت ثم أتناوله وأروح أجمع طائفة من الأمثلة أستخلص منها القاعدة فأجعل هذا جوابي. هذه كانت طريقتي، وقد استغنيت بها عن حفظ ما في كتب النحو، وأراني الآن أصبحت كاتبا، وكنت في زماني شاعرا كذلك، وقد وسعني هذا وذاك بغير معونة النحو!»

26

ويحدثنا المازني عن الأسئلة التي كانت توجه إليه في الامتحانات الشفهية فيقول: «وشرع يسألني عن كلمة (العدوان) ما فعلها الثلاثي؟ ولماذا يقال اعتديا بفتح الدال للماضي واعتديا بكسرها للأمر؟ فلم أعرف لهذا جوابا؛ فقلت هكذا نطق العرب وعنهم أخذنا. فألح في طلب الجواب المرضي؛ فقلت إن اللغة نشأت قبل القواعد، وأنا أنطق وأكتب وأقرأ كما كان العرب يفعلون من غير أن يعرفوا قاعدة أو حكما، فساءه جوابي ونهرني ...» ويقترح المازني أن تحل قراءة الأدب العربي محل النحو، وأن يتم وضع مختارات صالحة لكل سن، وإذا كان لا بد من النحو فليكن ذلك عرضا وأثناء القراءة وعلى سبيل الشرح وللاستعانة به على الفهم، وعلى ألا يكون ذلك درسا مستقلا يؤدى فيه امتحان. وينتقل المازني إلى نقد طريقة تدريس العربية فيقول: «أما الطريقة التي يتعلم بها أبناؤنا العربية فإني أراها مقلوبة لأنها تبدأ بما يجب الانتهاء إليه.» ويعلق على طريقته المقترحة فيقول: «والطريقة التي أشير بها تجعل العربية سليقة على خلاف ما هو حاصل الآن، فإن أبناءنا يتعلمون العربية كما يتعلمون الإنجليزية أو أية لغة أجنبية أخرى لا يشعرون بصلة بينها وبين نفوسهم، وكثيرا ما يتفق أن يخرج التلميذ وهو أعرف باللغة الأجنبية منه بالعربية، وليس بعد هذا فشل والعياذ بالله.»

27

تعليم اللغة باستعمالها. تماما مثلما يتعلم الطفل لغة الحياة، وهي تطرق سمعه آناء الليل وأطراف النهار فيقلدها ويحاكيها، وكم ذا يقع في التعثر و«القياس الخاطئ» فيقوم بإعادة الصواب على سمعه وليس بتلقينه قاعدة صماء، وهكذا ينبغي أن يكون تعليم العربية بالمدارس: أن يقرأ التلميذ ويقرأ، ويسمع ويستمع، ويجول مستطلعا دهشا في النصوص الشائقة الممتعة. أن يبدأ بكل ما هو وظيفي تطبيقي عملي، ثم تأتي القواعد والأصول في المحل الثاني، ويأتي التنظير والحكمة في المرحلة الآخرة (مثل بومة منرفا لا تشرع في التحليق إلا عندما يحل الغسق)، هكذا تواتيه القاعدة وتسقط في يده كتفاحة ناضجة، فيراها بعينيه بعد أن كان يراها بأشواقه. «معرفة أن» و«معرفة كيف»

ثمة تمييز شهير في نظرية المعرفة بين «معرفة أن»

Knowing that

و«معرفة كيف»

Knowing how ، «فأن نعرف كيف نقود سيارة أو كيف نخبز كعكة الأناناس المقلوبة، أو كيف نقف على أيدينا؛ تلك معرفة كيف، أو المعرفة كمهارة أو مقدرة، ونحن عادة ما نعجز عن أن نعبر عنها بالألفاظ، فمثل تلك المعرفة تعلم بالتمثيل لا بالكلام، ويطلق على المعرفة حين نعني بها «معرفة أن» اسم «معرفة قضوية»

Página desconocida