Falacias Lingüísticas: El Tercer Camino hacia un Árabe Moderno
مغالطات لغوية: الطريق الثالث إلى فصحى جديدة
Géneros
الرئيس/الرئيسي
يقولون: لا تقل «القضية الرئيسية» و«الفكرة الرئيسية»، و«الأمر الرئيسي»، و«العضو الرئيسي» وقل «القضية الرئيسة» و«الفكرة الرئيسة» و«الأمر الرئيس» و«العضو الرئيس»؛ وذلك لأن «الرئيس» و«الرئيسة» صفة على وزن «فعيل»، مثل «شريف» و«نجيب» و«كبير» و«كريم» ... إلخ ، ومن غير المألوف أن نضيف ياء النسب التي تفيد الصفة إلى ما هو صفة أصلا: فنحن لا نقول: للشريف شريفي، وللعجيب عجيبي، وللكبير كبيري، فذلك كما يقول د. جواد «عبث باللغة فظيع، قال الشريف الرضي في كتابه المجازات النبوية: «لأن القلب سيد الأعضاء الرئيسة والأحناء الشريفة»، وقال أبو حيان التوحيدي في الإمتاع والمؤانسة: «ولكل واحد من الحيوان ثلاثة أرواح في ثلاثة أعضاء رئيسة»، وذكر ابن النديم في الفهرست كتابا اسمه «سير العضو الرئيس من بدن الإنسان»، وذكر الخوارزمي في مفاتيح العلوم «الأعضاء الرئيسة في الإنسان» ... وقال الصاغاني في كتابه مجمع البحرين «الأعضاء الرئيسة عند الأطباء أربعة ...» ... وقد رأيت هذا الخطأ، أعني استعمال النسبة بغير باعث عليها ولا ملجئ إليها، في كلام القلقشندي (وأما استيفاء الدولة فهي وظيفة رئيسية) ... والصواب «وظيفة رئيسة» كما قدمناه، واستعمل الأتراك العثمانيون هذا الغلط في عباراتهم فقد كانوا يقولون «رئيسي جمهور» بمعنى «رئيس جمهورية» وسرى الخطأ من الجهتين إلى الكتاب حتى أعثرنا الله تعالى على الصواب.»
90
هذا تحليل تاريخي (دياكروني) يعنيه تخريج الخطأ، و«من طلب شيئا وجده»، ولكن هل صحيح أن صفة «رئيسي» منسوبة إلى صفة؟ أي منسوبة إلى صفة الرياسة التي على وزن فعيل (رئيس)؟ الحق أن صفة «رئيسي» هي صفة منسوبة ل «اسم ذات» (الرئيس: أي كبير القوم وسيدهم)، و«الرئيس» بهذا المعنى هو اسم ذات وليس صفة، والمعروف أن كثيرا من أسماء الذات يبدأ استعمالها تاريخيا كصفات ثم تتحول دلالتها إلى اسم ذات: مثل «شاعر»، «كاتب»، «أديب»، «عامل» ... إلخ، وثمة ما يشير بقوة إلى أن «الرئيس» (سيد القوم) مشتق من «الرأي» وأنه كان في الأصل صفة تحولت إلى اسم ذات وشاع استخدامها بهذه الدلالة، ومن ثم اشتقوا منه اسم النسب «رئيسي»، وقد جاء في «معجم الصواب اللغوي» أن الرئيسي هو «المنتمي إلى مفهوم رئيس (سيد القوم) وكأنه فرد من أفراده؛ وعلى ذلك فرئيسي فصيح والوصف به غير الوصف برئيس (صفة الرياسة)، وقد أقره مجمع اللغة المصري بشرط أن يكون المنسوب إليه أمرا من شأنه أن يندرج تحته أفراد متعددة ... وقد ورد عن العرب كلمات مثل: أكثري، أولي، أساسي، عرضي، ظاهري، باطني.»
91
جيب
أهمية هذا اللفظ أنه يمثل كلمة لم ترد بمعناها في كلام العرب؛ لسبب بسيط هو أنهم لم تكن لديهم جيوب في ملابسهم! فالجيب عند العرب هو طوق الثوب عند النحر، أي فتحة الثوب عند الرقبة، والجيب أيضا الصدر أو القلب، وقد كانت العرب تضع الأشياء الثمينة في صدور ثيابها، وفي الذكر الحكيم:
وأدخل يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء (النمل: 12)،
وليضربن بخمرهن على جيوبهن (النور: 31)، أي صدورهن أو موضع القطع في القميص حيث يدخل الرأس.
لم تكن للعرب جيوب في ملابسهم. حسن، ولكن ماذا عن جيوبنا نحن التي في ملابسنا؟ ماذا نسميها؟ أين غطاؤها الرمزي؟ ما أظن أن هذا السؤال يعني المتزمت الذي وقف الزمن عنده في القرن الثاني أو الثالث الهجري.
Página desconocida