394

Mufradat Alfaz al-Qur'an

مفردات ألفاظ القرآن‌

Editor

صفوان عدنان الداودي

Editorial

دار القلم

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤١٢ هـ

Ubicación del editor

الدار الشامية - دمشق بيروت

طلبه، وخصّ المشي فيما بين الصّفا والمروة بالسعي، وخصّت السّعاية بالنميمة، وبأخذ الصّدقة، وبكسب المكاتب لعتق رقبته، والمساعاة بالفجور، والمسعاة بطلب المكرمة، قال تعالى: وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آياتِنا مُعاجِزِينَ
[سبأ/ ٥]، أي: اجتهدوا في أن يظهروا لنا عجزا فيما أنزلناه من الآيات.
سغب
قال تعالى: أَوْ إِطْعامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ
[البلد/ ١٤]، من السَّغَبِ، وهو الجوع مع التّعب، وقد قيل: في العطش مع التّعب، يقال: سَغِبَ سَغَبًا وسُغُوبًا «١»، وهو سَاغِبٌ، وسَغْبَانُ، نحو: عطشان.
سفر
السَّفْرُ: كشف الغطاء، ويختصّ ذلك بالأعيان، نحو: سَفَرَ العمامة عن الرّأس، والخمار عن الوجه، وسَفْرُ البيتِ: كَنْسُهُ بِالْمِسْفَرِ، أي: المكنس، وذلك إزالة السَّفِيرِ عنه، وهو التّراب الذي يكنس منه، والإِسْفارُ يختصّ باللّون، نحو: وَالصُّبْحِ إِذا أَسْفَرَ
[المدثر/ ٣٤]، أي: أشرق لونه، قال تعالى:
وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ
[عبس/ ٣٨]، و«أَسْفِرُوا بالصّبح تؤجروا»»
من قولهم:
أَسْفَرْتُ، أي: دخلت فيه، نحو: أصبحت، وسَفَرَ الرّجل فهو سَافِرٌ، والجمع السَّفْرُ، نحو:
ركب. وسَافَرَ خصّ بالمفاعلة اعتبارا بأنّ الإنسان قد سَفَرَ عن المكان، والمكان سفر عنه، ومن لفظ السَّفْرِ اشتقّ السُّفْرَةُ لطعام السَّفَرِ، ولما يوضع فيه. قال تعالى: وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضى أَوْ عَلى سَفَرٍ [النساء/ ٤٣]، والسِّفْرُ: الكتاب الذي يُسْفِرُ عن الحقائق، وجمعه أَسْفَارٌ، قال تعالى: كَمَثَلِ الْحِمارِ يَحْمِلُ أَسْفارًا [الجمعة/ ٥]، وخصّ لفظ الأسفار في هذا المكان تنبيها أنّ التّوراة- وإن كانت تحقّق ما فيها- فالجاهل لا يكاد يستبينها كالحمار الحامل لها، وقوله تعالى: بِأَيْدِي سَفَرَةٍ كِرامٍ بَرَرَةٍ
[عبس/ ١٥- ١٦]، فهم الملائكة الموصوفون بقوله:
كِرامًا كاتِبِينَ [الانفطار/ ١١]، والسَّفَرَةُ:
جمع سَافِرٍ، ككاتب وكتبة، والسَّفِيرُ: الرّسول بين القوم يكشف ويزيل ما بينهم من الوحشة،

(١) قال السرقسطي: سغب وسغب لغتان، ولغة سغب بالضم: جاع.
وقال بعض أهل اللغة: لا يكون السّغب إلا الجوع مع التعب، وربما سمّي العطش سغبا، وليس بمستعمل، قال: والمصدر: السّغابة والسّغوب. انظر: الأفعال ٣/ ٥١٩.
(٢) الحديث عن رافع بن خديج قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «أسفروا بالفجر فإنّه أعظم للأجر» . أخرجه الترمذي وقال: حسن صحيح، وأحمد ٣/ ٤٦٥، وابن ماجة (٢٦٢) وصححه، والنسائي ١/ ٢٧٢، وقال البغوي:
هذا حديث حسن، وانظر: شرح السنة ٢/ ١٩٦.

1 / 412