122

Mufradat Alfaz al-Qur'an

مفردات ألفاظ القرآن‌

Investigador

صفوان عدنان الداودي

Editorial

دار القلم

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤١٢ هـ

Ubicación del editor

الدار الشامية - دمشق بيروت

بدلا من الميم. قال ﷿: إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبارَكًا [آل عمران/ ٩٦] . وقيل: بطن مكة، وقيل: هي اسم المسجد، وقيل: هي البيت، وقيل: هي حيث الطواف «١» وسمّي بذلك من التَبَاكِّ، أي: الازدحام، لأنّ الناس يزدحمون فيه للطواف، وقيل: سميت مكّة بَكَّة لأنها تبكّ أعناق الجبابرة إذا ألحدوا فيها بظلم. بكر أصل الكلمة هي البُكْرَة التي هي أوّل النهار، فاشتق من لفظه لفظ الفعل، فقيل: بَكَرَ فلان بُكُورا: إذا خرج بُكْرَةً، والبَكُور: المبالغ في البكرة، وبَكَّر في حاجته وابْتَكَر وبَاكَرَ مُبَاكَرَةً. وتصوّر منها معنى التعجيل لتقدمها على سائر أوقات النهار، فقيل لكلّ متعجل في أمر: بِكْر، قال الشاعر: ٦٤- بكرت تلومك بعد وهن في النّدى ... بسل عليك ملامتي وعتابي » وسمّي أول الولد بكرا، وكذلك أبواه في ولادته [إيّاه تعظيما له، نحو: بيت الله، وقيل: أشار إلى ثوابه وما أعدّ لصالحي عباده ممّا لا يلحقه الفناء، وهو المشار إليه بقوله تعالى: وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوانُ] «٣» [العنكبوت/ ٦٤]، قال الشاعر: ٦٥- يا بكر بكرين ويا خلب الكبد «٤» فبكر في قوله تعالى: لا فارِضٌ وَلا بِكْرٌ [البقرة/ ٦٨] . هي التي لم تلد، وسمّيت التي لم تفتضّ بكرا اعتبارا بالثيّب، لتقدّمها عليها فيما يراد له النساء، وجمع البكر أبكار. قال تعالى: إِنَّا أَنْشَأْناهُنَّ إِنْشاءً فَجَعَلْناهُنَّ أَبْكارًا [الواقعة/ ٣٥- ٣٦] . والبَكَرَة: المحالة الصغيرة، لتصوّر السرعة فيها. بكم قال ﷿: صُمٌّ بُكْمٌ [البقرة/ ١٨]، جمع أَبْكَم، وهو الذي يولد أخرس، فكلّ أبكم أخرس، وليس كل أخرس أبكم، قال تعالى: وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلَيْنِ أَحَدُهُما أَبْكَمُ لا يَقْدِرُ عَلى شَيْءٍ [النحل/ ٧٦]، ويقال: بَكِمَ عن

(١) انظر: الدر المنثور ٢/ ٥٧. (٢) البيت في اللسان (بكر) بلا نسبة. وهو لضمرة بن ضمرة النهشلي، وهو من نوادر أبي زيد ص ٢، والأفعال ٤/ ٦٧، والبرصان والعرجان للجاحظ ص ٥٩، وأمالي القالي ٢/ ٢٧٩. [.....] (٣) ما بين [] ليس في نسخة المحمودية رقم ٢٠٩١، وهو ثابت في باقي النسخ، ولا أرى له تعلّقا بما قبله سوى قوله تعظيما له نحو بيت الله. (٤) هذا شطر بيت، وعجزه: أصبحت مني كذراع من عضد وهو في اللسان (بكر)، وغريب الحديث للخطّابي ٢/ ٣١٥، والصحاح: بكر، وديوان الأدب للفارابي ١/ ١٨٠، وأمالي القالي ١/ ٢٤ ولم ينسبه أحد منهم، والبيت للكميت في ديوانه ١/ ١٦٦، ومثلث البطليوسي ١/ ٣٦٢. الخلب: حجاب القلب. ومنه قيل: إنّه لخلب النساء، أي: يحببنه.

1 / 140