أيوب قال: قال أبو قلابة: "لا تجالسوا أهل الأهواء، ولا تجادلوهم، فإني لا آمن أن يغمسوكم في ضلالتهم، أو يلبسوا عليكم ما كنتم ١ تعرفون".
قال أيوب: وكان والله من الفقهاء ذوي الألباب. أخبرنا أسد بن موسى قال: أخبرنا زيد٢ عن محمد بن طلحة قال: قال إبراهيم: "لا تجالسوا أصحاب البدع، ولا تكلموهم، فإني أخاف أن ترتد قلوبكم".
أخبرنا أسد بالإسناد ٣ عن أبي هريرة ﵁ قال: "قال رسول الله ﷺ: الرجل على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل" ٤. أخبرنا أسد: أخبرنا مؤمل بن إسماعيل عن حماد بن زيد عن أيوب قال: "دخل على محمد بن سيرين يوما رجل فقال: يا أبا بكر أقرأ عليك آية من كتاب الله، لا أزيد على أن أقرأها ثم أخرج. فوضع أصبعيه في أذنيه ثم قال أحرج عليك إن كنت مسلما لما خرجت من بيتي. قال: فقال: يا أبا بكر٥ إني لا أزيد على أن أقرأ ثم أخرج، قال: فقام بإزاره يشده عليه، وتهيأ للقيام. فأقبلنا على الرجل فقلنا: قد حرج عليك إلا خرجت، أفيحل لك أن تخرج رجلا من بيته؟ قال: فخرج. فقلنا: يا أبا بكر ما عليك لو قرأ آية، ثم خرج؟ قال: إني والله لو ظننت
_________
١ لفظ (كنتم) من كتاب ابن وضاح.
٢ سقط لفظ (أخبرنا زيد) من روضة الأفكار والأفهام لابن غنام وثبت في جميع النسخ الخطية وإثباته هو الموافق لما في كتاب ابن وضاح.
٣ لفظ ابن وضاح (نا أسد قال: نا إبراهيم بن محمد عن صفوان بن سليم عن سعيد بن يسار عن أبي هريرة) فلفظ (بالإسناد) ما دام الأمر كذلك اختصار من المؤلف للإسناد ولهذا الاستعمال نظائر ستأتي في مواضعها وسأذكر في كل موضع منها لفظ ابن وضاح لبيان مراد الإمام المؤلف.
٤ الترمذي: الزهد (٢٣٧٨)، وأبو داود: الأدب (٤٨٣٣)، وأحمد (٢/٣٠٣،٢/٣٣٤) .
٥ وسقط لفظ (إني) في بعض النسخ وذكر في روضة الأفكار والأفهام لابن غنام وفي أكثر النسخ الخطية وهو الموافق لما عند ابن وضاح.
1 / 318