خدمته لك لترك صلاة؟ هل نفيته من دارك للإخلال بفرض أو لارتكاب نهي؟ فإن لم تعترف اعتراف العبد (للمولى) فلا أقل أن تقتضي نفسك إلى الحق سبحانه اقتضاء المساوي المكافي. ما أفحش١ ما تلاعب الشيطان بالإنسان!! بينا هو بحضرة الحق سبحانه وملائكة السماء سجود له ترامى به الأحوال والجهات إلى أن يوجد ساجدا لصورة في حجر أو لشجرة من الشجر أو لشمس أو لقمر أو لصورة ثور خار أو لطائر صفر. ما أوحش٢ زوال النعم وتغير الأحوال والحور بعد الكور! لا يليق بهذا الحي الكريم الفاضل على جميع الحيوانات أن يرى إلا عابدا لله في دار التكليف، أو مجاورا٣ لله في دار الجزاء والتشريف، وما بين ذلك فهو واضع نفسه في غير موضعها انتهى. كلامه.
والمراد منه أنه جعل أقبح حال وأفحشها من أحوال الإنسان أن يشرك بالله ومثله بأنواع. منها السجود للشمس أو للقمر ومنها السجود للصورة كما في الصور التي في القباب ٤ على القبور؛ والسجود قد يكون بالجبهة على الأرض وقد يكون بالانحناء من غير وصول إلى الأرض، كما فسر به قوله تعالى: ﴿ادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا﴾ ٥ قال ابن عباس أي: ركعا. وقال ابن القيم