Introducción Grande

Abu Ma'shar Balkhi d. 273 AH
69

Introducción Grande

Géneros

فذلك ثمان وأربعون صورة وهذه الصور كلها تقوم في الوهم والفكرة فقط وسنخبر عند وصفنا خاصية صفات البروج وحالاتها وما يطلع في وجوهها من كل واحدة من أجزاء هذه الصور فأما دلالاتها على الأشياء فإنما يوجد ذلك في غير هذا الكتاب الفصل الثاني يذكر فيه لم جعلت الصور الاثنتا عشرة أولى بالدلالة من سائر صور الفلك

لما كانت الصور التي في الفلك ثمانيا وأربعين وكانت اثنتا عشرة منها في منطقة فلك البروج صيروا هذه الاثنتي عشرة صورة المستعملة وجعلوها مكانا لكل شيء في الفلك ونسبوا إليها سائر الصور الست والثلاثين وسائر الكواكب التي في الفلك من السريعة والبطيئة السير وجعلوها أولى بالدلالة من غيرها

وقد رد ذلك قوم وقالوا إذا كانت صور الفلك ثمانيا وأربعين فلم نسبوا إلى هذه الاثنتي عشرة سائر الصور الست والثلاثين وسائر الكواكب التي في الفلك وجعلوا هذه الاثنتي عشرة مكانا لغيرها وجعلوها أولى بالدلالة من غيرها فقلنا لهم إنهم قد جعلوا لكل صورة من هذه الصور الثماني والأربعين الدلالة على حالات العالم إلا أنهم جعلوا الدلالة الكلية لهذه الاثنتي عشرة وجعلوا لهذه الست والثلاثين الدلالة الخاصية وإنما فعلوا ذلك لعلل كثيرة

أما إحداها فإنه لما كان فلك البروج محيطا بهذا العالم يدور عليه في اليوم الواحد دورة واحدة وكان دور هذا الفلك على وسطه وهذا الوسط يدور على مركز العالم الذي هو الأرض والكون والفساد موجودان في هذا العالم من دور هذا الفلك عليه وهذه الصور الاثنتا عشرة في وسط هذا الفلك وسائر الصور متنحية عن وسطه في الشمال والجنوب جعلوا هذه الصور الاثنتي عشرة أولى بالدلالة الكلية على الكون والفساد الذي يكون في هذا العالم من سائر الصور الست والثلاثين وجعلوا لسائر الصور الدلالة الخاصية فأما الدلالة الكلية فهي دلالة البرج الواحد على أشياء كثيرة مختلفة بالنوع كالإنسان والفرس والحمار وغيرها وأما الدلالة الخاصية فكالذي يدل على الصورة الواحدة على الإنسان وحده أو على الحمار وحده أو على صفة شيء وحده

Página 184