338

والمنع على وجهين أحدهما من مقارنة وهو أن يكون ثلاثة كواكب في برج واحد مختلفة الدرج ويكون الثقيل أكثرهما درجا فالأوسط منهما قد منع الأقل درجا من الاتصال بالثقيل إلى أن يجوزه وذلك كزحل إذا كان في الحمل في عشرين درجة وفيه عطارد في خمس عشرة درجة وفيه الزهرة في عشر درجات فعطارد قد منع الزهرة من الاتصال بزحل حتى يجوزه ثم يكون الاتصال بعد ذلك للزهرة بزحل والوجه الثاني من المنع هو من جهة النظر وهو أن يكون كوكبان في برج واحد ويكون الخفيف متصلا بالثقيل وكوكب آخر متصل بذلك الثقيل بالنظر فالذي معه في برجه يمنع الناظر ويفسد عليه اتصاله إذا كانت درجاتها شيئا واحدا فأما إذا كانت درجات الذي ينظر أقرب إلى الاتصال من درجات المجامع فالاتصال للناظر لأنه يتصل به قبل المجامع له ودفع الطبيعة أن يتصل الكوكب برب البرج الذي هو فيه أو برب شرفه أو برب حده أو برب مثلثته أو برب وجهه فيدفع طبيعة ذلك الكوكب إليه

ودفع القوة أن يكون الكوكب في بيت نفسه أو شرفه أو حده أو مثلثته أو وجهه ويتصل بكوكب آخر فيدفع قوة نفسه إليه

ودفع الطبيعتين على جهتين إحداهما أن يكون الكوكب في برج له فيه مزاعمة ويتصل بآخر له فيه مزاعمة أيضا وذلك كالزهرة إذا اتصلت بالمشتري من الحوت والجهة الثانية أن يتصل الكوكب بالكوكب الذي يكون من حيزه كاتصال الكوكب النهاري بالنهاري وهما في مكان النهاري والليلي بالليلي وهما في مكان الليلي

ودفع التدبير أن يتصل الكوكب بالكوكب من أي جهة يكون الاتصال فيدفع تدبير نفسه إليه فإن كان ذلك من تسديس أو تثليث وكان بينهما قبول كان ذلك الدفع من ملائمة ومن المقارنة إذا كان بينهما امتزاج كانت ملائمة أيضا وإن كان على خلاف ما ذكرنا كان دفع التدبير من غير ملائمة

Página 778