وأما البيت الحادي عشر فسمي بيت السعادة لرجوعه إلى الشمس الدالة على السعادة والبهاء والرجاء
وأما البيت الثاني عشر فسمي بيت الأعداء لأنه زائل من الطالع ولا يناظره ولأن وتد الطالع إذا دل على شيء فالزائل منه يدل على خلافه
فزعم أصحاب النجوم أنه لهذه العلل نسبت إلى هذه البيوت هذه الأشياء وسميت بهذه الأسماء وقد ينسب إلى كل بيت منها أشياء أخرى من دلالات الكوكب الذي جعل ذلك البيت على طبيعته وذلك كالبيت الثامن فإنه يدل على المواريث والأشياء القديمة والغموم والهموم والكسل وذهاب العقل وغير ذلك مثل ما يدل عليه زحل وكالبيت التاسع فإنه يدل على أشياء كثيرة مما يدل عليه المشتري من أمر الديانات والتقى والبر والعفة وربما كانت دلالة بعض البيوت على قدر حاله من الفلك وخاصته وربما دل بعضها على مثل ما يدل عليه سابعه وذلك كالبيت الثالث فإنه يدل على السفر والأخبار والرسل والدين والعلوم والعفة لزواله ولأنه في مقابلة التاسع ومثل البيت الرابع فإنه يدل على العقار والأرضين والمدن بخاصته وبحاله من أوتاد الفلك ومثل البيت الخامس فإنه يدل على الرسل والبيت السادس ربما دل على الدواب والبيت الثاني عشر ربما دل على المرض وكذلك كل واحد منها فإن لها دلالات على أشياء كثيرة مختلفة الأنواع فأما قوم آخرون فقالوا إنه ليس لهذه العلل التي ذكرها هؤلاء صارت لهذه البيوت هذه الدلالات ولكن خاصية كل بيت منها أن يدل على هذه الأشياء كما أن خاصية كل كوكب الدلالة على أشياء مختلفة وكل ما ذكروا يؤول إلى معنى واحد
ولكل كوكب فرح في بعض هذه البيوت على قدر موافقة دلالاتها لدلالات الكواكب فعطارد يفرح في الطالع لأن الطالع يدل على الابتدائات والحداثة والحركة وعطارد يدل على النفس
Página 692