302

وأما البيت الحادي عشر فسمي بيت السعادة لرجوعه إلى الشمس الدالة على السعادة والبهاء والرجاء

وأما البيت الثاني عشر فسمي بيت الأعداء لأنه زائل من الطالع ولا يناظره ولأن وتد الطالع إذا دل على شيء فالزائل منه يدل على خلافه

فزعم أصحاب النجوم أنه لهذه العلل نسبت إلى هذه البيوت هذه الأشياء وسميت بهذه الأسماء وقد ينسب إلى كل بيت منها أشياء أخرى من دلالات الكوكب الذي جعل ذلك البيت على طبيعته وذلك كالبيت الثامن فإنه يدل على المواريث والأشياء القديمة والغموم والهموم والكسل وذهاب العقل وغير ذلك مثل ما يدل عليه زحل وكالبيت التاسع فإنه يدل على أشياء كثيرة مما يدل عليه المشتري من أمر الديانات والتقى والبر والعفة وربما كانت دلالة بعض البيوت على قدر حاله من الفلك وخاصته وربما دل بعضها على مثل ما يدل عليه سابعه وذلك كالبيت الثالث فإنه يدل على السفر والأخبار والرسل والدين والعلوم والعفة لزواله ولأنه في مقابلة التاسع ومثل البيت الرابع فإنه يدل على العقار والأرضين والمدن بخاصته وبحاله من أوتاد الفلك ومثل البيت الخامس فإنه يدل على الرسل والبيت السادس ربما دل على الدواب والبيت الثاني عشر ربما دل على المرض وكذلك كل واحد منها فإن لها دلالات على أشياء كثيرة مختلفة الأنواع فأما قوم آخرون فقالوا إنه ليس لهذه العلل التي ذكرها هؤلاء صارت لهذه البيوت هذه الدلالات ولكن خاصية كل بيت منها أن يدل على هذه الأشياء كما أن خاصية كل كوكب الدلالة على أشياء مختلفة وكل ما ذكروا يؤول إلى معنى واحد

ولكل كوكب فرح في بعض هذه البيوت على قدر موافقة دلالاتها لدلالات الكواكب فعطارد يفرح في الطالع لأن الطالع يدل على الابتدائات والحداثة والحركة وعطارد يدل على النفس

Página 692