Introducción Grande

Abu Ma'shar Balkhi d. 273 AH
154

Introducción Grande

Géneros

وأما عطارد فقالوا إنا لما رأيناه قابلا للألوان لأنا ربما رأيناه أخضر وربما رأيناه أغبر وربما كان على خلاف هذين اللونين وهذا كله في أوقات مختلفة من الزمان وهو من الأفق على ارتفاع واحد فقلنا إن عطارد لقبوله للألوان المختلفة مختلف الطبيعة إلا أنا وجدنا هذه الألوان إلى الغبرة التي هي لون الأرض أقرب منها إلى سائر الألوان فقلنا إن طبيعة عطارد إلى طبيعة الأرض التي هي اليبس أقرب منها إلى سائر الطبائع

فلما جعل عامة أصحاب صناعة النجوم طبائع الكواكب على هذه الحال من قبل الألوان نظروا إلى طبيعة كل كوكب فلما رأوا طبيعته الحرارة والرطوبة أو البرودة والرطوبة فقالوا إن هذا طبيعة الكون والنشوء والحياة فسموه سعدا ونظروا إلى كل كوكب طبيعته الحرارة واليبوسة أو البرودة واليبوسة فقالوا هذا طبيعة الفساد والموت فسموه نحسا وكل كوكب مختلف الطبيعة سموه سعدا مع السعود ونحسا مع النحوس

فلما كانت طبيعة زحل على ما زعموا باردة يابسة وطبيعة المريخ حارة يابسة جعلوهما نحسين ولما كانت طبيعة الزهرة والمشتري الحرارة والرطوبة وطبيعة القمر البرودة والرطوبة سموها سعودا فأما عطارد فإنه لما كان مختلف الطبيعة جعلوه مع السعود سعدا ومع النحوس نحسا فأما الشمس فإنهم وجدوا طبيعتها موافقة لطبيعة المريخ بالحرارة واليبس إلا أنهم وجدوها كوكب النهار وطبيعة النهار السعادة فجعلوها نحسا في بعض الأوقات سعدا في وقت آخر

Página 366