فزعم أصحاب البحر من المصريين ومن يليهم أن هذه الأيام التي يسمونها أيام نقصان الماء يكون المد فيها ضعيفا قليلا ويكون الجزر أقوى وأن الأيام التي يسمونها أيام زيادة الماء يكون ماء مد البحر فيها قو يا كثيرا وأن الجزر يكون أضعف فسألنا عدة من البحريين الذين بناحية المشرق والعلماء بحالات البحر عن هذه الأيام فزعموا أنهم لم يجدوا هذه الأيام التي سماها هؤلاء أيام زيادة الماء يكون الماء فيها كلها زائدا ولا وجدوا الأيام التي سموها أيام نقصان الماء يكون الماء فيها كلها ناقصا إلا أنهم ذكروا أنه قد يكون في أيام زيادة الماء اليوم واليومين يزيد فيه الماء وفي أيام نقصان الماء يكون كذلك أيضا من النقصان
والذي وجدناه يكون من زيادة الماء ونقصانه في هذه الأيام التي ذكرها المصريون الزيادة في مياه الأودية والأنهار التي تكون مياهها من العيون فإنه إذا كانت هذه الأيام التي سموها أيام زيادة الماء تنفس الماء وارتفع وزاد فيها في هذه المواضع وفي الأيام التي يسمونها أيام نقصان الماء يغور الماء في العيون وينقص وزعم بعض البحريين الذين بناحية المشرق أنه يضعف ويقل ماء مد البحر لعشر تخلو من الشهر ولعشر تبقى منه والعشر الباقي يكون ماء المد فيه أضعف من العشر الأول وذلك لنقصان ضوء القمر
Página 298