عطارد ممتزج ذكر نهاري يميل طبعه إلى ما مازجه من الكواكب والبروج وهو يدل على الإخوة الأصاغر والمحبة للوصفاء والوصائف ويدل على الربوبية والوحي إلى الأنبياء والتصديق والعمل والكام وإذا كان على طبيعته ولم يمازجه شيء دل على الأشياء الأرضية والنمو وله من السن الحداثة والنشوء ومن الأعمال التمييز والخطب والبلاغة والأعمال التي تنتج بالرياضات كالتجارة والتقدير والهندسة والفلسفة والزجر والفأل والكتابة والشعر وعلى جملة الحساب
فإن مازجه زحل دل من صناعة الحساب على مساحة الأرضين والضياع وحساب البناء والمرمة وإن مازجه المشتري دل على حساب التسبيح وأعداد الكتب المنزلة وإن مازجه المريخ دل على الحساب الذي يكون في إعطاء الجيش والمحاربين وعلى حساب ضرب السياط والمقارع وإن مازجته الشمس دل على الاستيلاء على حسبانات الملوك وبيوت الأموال وإن مازجته الزهرة دل على حساب أوتار العيدان وحساب الألحان والزمر وإن مازجه القمر دل على حساب الآلات التي تعمل لأجل البريدات ويدل من الأمراض على العلل النفسانية كالوسواس والشكوك وما أشبهه ومن الأخلاق على قدر مواصلته ومزاجه فمتى سعد كانت الفضائل من جنس ما سعد به وحال الموضع الذي سعد فيه ومتى نحس كانت الرذائل من جنس ما نحس به وحال الموضع الذي نحس فيه ومن الديانات الحنيفية وما أشبهها من التوحيد الخفي والنواميس العقلية
Página 78