Asombroso
المدهش
Editor
الدكتور مروان قباني
Editorial
دار الكتب العلمية-بيروت
Edición
الثانية
Año de publicación
١٤٠٥هـ - ١٩٨٥م
Ubicación del editor
لبنان
فصل فِي الجدوب وَعُمُوم الْمَوْت
أجدبت الأَرْض فِي سنة ثَمَانِي عشرَة فَكَانَت الرّيح تسفي تُرَابا كالرماد فَسُمي عَام الرَّمَادَة وَجعلت الوحوش تأوي إِلَى الْأنس فآلى عمر أَلا يَذُوق سمنا وَلَا لَبَنًا وَلَا لَحْمًا حَتَّى يحيى النَّاس واستسقى بِالْعَبَّاسِ فسقوا وفيهَا كَانَ طاعون عمواس مَاتَ فِيهِ أَبُو عُبَيْدَة ومعاذ وَأنس
وَفِي سنة أَربع وَسِتِّينَ وَقع طاعون بِالْبَصْرَةِ وَمَاتَتْ أم أَمِيرهمْ فَمَا وجدوا من يحملهَا
وَفِي سنة سِتّ وَتِسْعين كَانَ طاعون الجارف هلك فِي ثَلَاث أَيَّام سَبْعُونَ ألفا وَمَات فِيهِ لأنس ثَمَانُون ولدا وَكَانَ يَمُوت أهل الدَّار فيطين الْبَاب عَلَيْهِم
وَفِي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَمِائَة مَاتَ أول يَوْم فِي الطَّاعُون سَبْعُونَ ألفا وَفِي الثَّانِي نَيف وَسَبْعُونَ ألفا وَفِي الْيَوْم الثَّالِث خمد النَّاس
وَفِي سنة تسع عشرَة وَثَلَاث مائَة كثر الْمَوْت وَكَانَ يدْفن فِي الْقَبْر الْوَاحِد جمَاعَة
وَفِي سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَثَلَاث مائَة ذبح الْأَطْفَال وأكلت الْجِيَف وَبيع الْعقار برغيفان وَاشْترى لمعز الدولة كرّ دَقِيق بِعشْرين ألف دِرْهَم
وَفِي سنة أَربع وَأَرْبَعين وثلاثمائة عَمت الْأَمْرَاض الْبِلَاد فَكَانَ يَمُوت أهل الدَّار كلهم
وَفِي سنة ثَمَان وَسبعين وثلاثمائة أصَاب أهل الْبَصْرَة حر فَكَانُوا يتساقطون موتى فِي الطرقات
وَفِي سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة عَم الْقَحْط فَأكلت الْميتَة وَبلغ
1 / 70