أن يجري تسليم الأسلحة العسكرية الخفيفة والثقيلة بموجب الدفاتر والسجلات المحفوظة.
سادسا:
أن يجري التسليم فورا.
وبعد تنظيم هذه المواد، جرى التوقيع منا ومنهم، وعادوا إلى المدينة المنورة.
وفي الغد من يوم المذاكرة، أمر جلالة الملك علي - سمو الأمير علي يومئذ - نوري بك الكويري، والشريف أحمد بن منصور أمير حرب، بأن يذهبا لاستلام فخري باشا حسب الشروط فذهبا وكنا في انتظاره معهما إلى المساء، فلم يأتيا. وبعد غروب الشمس بنحو نصف ساعة، دعاني جلالة الملك علي إلى خيمته قائلا لقد عاد أحمد بن منصور ونوري الكويري وحدهما، أما فخري فعلى قولهما - رواية عن علي نجيب بك - إنه لما علم بالشرط الأول دخل الحجرة النبوية وهدد قائلا: إن أردتم إخراجي عنوة فسأشعل النار في كل العتاد الذي في المسجد - وكان الأتراك قد وضعوا المفرقعات النارية في المسجد خشية الطيارات - وأنه في الحالة هذه لا يمكن أخذه عنوة، وأنهم على استعداد لتنفيذ سائر الشروط.
وكان جلالته في ارتباك، فقلت: لنتركه في محله، فقال: إنه لا يؤمن وإنه ما زال هناك فإنا لا نأمنه. وفي الحقيقة كانت الحالة مربكة، وتجلى علينا الصمت إلى وقت العشاء؛ فلما دعينا إلى العشاء وانتصف الأكل وإذا بنا نسمع دمدمة، كأن شيئا قد ثار أو انهدم، فقام رحمه الله واقفا وقال: لقد أشعل الخبيث النار في المسجد! اركب الآن إلى جليجلة وافهم الحقيقة، واعمل على أخذه مهما كان الأمر. فقلت: أفعل. وطلبت إحضار الخيل.
فلما أتممنا العشاء، ركبت إلى جليجلة، وبها مركز الألآي الأول التركي، فسرنا ثلاث ساعات؛ وكان معي الشريف شرف بن راجح عبد الله المضايفي والمرحوم الشيخ هوصان بن عفار أمير الخيالة بالجيش الشرقي، وأمير اللواء السيد حلمي قائد الفرقة النظامية للجيش الشرقي، في سبعة عشر خيالا. وتقع جليجلة في أرض جبلية.
ولم يرعني إلا الضوء على باب محل المستحكم، وإذا الغفير يقول: من هذا؟ (كيمدرو)؟ فدفعت فرسي واندفع من معي نحوه، فارتبك فأخذناه، وقلنا: أين مركز الألآي؟ فقال: هو هذا وبه الأميرالآي (قائد الألآي) إسماعيل شكري بك. فخرج وإذا هو، فقلت: أنا الأمير عبد الله. فاندهش ... فقلت: لا عليك إن لزمت السكينة. أين محل الهاتف؟ أرنيه وأحضر علي نجيب بك. فقال: تفضل. فدخلت فأحضر علي نجيب بك على التلفون، فقال: من المتكلم؟ قلت: الأمير عبد الله بن الحسين، قال: كيف ومن أين تكلمني؟ قلت من جليجلة طبعا. قال: والألآي؟ قلت الألآي وقع بيدي. فقال: سبحان الله! فقلت: هذا بفضل الله، ولكن أين فخري باشا ؟ وكان اليوم موعد تسليمه حسب الشروط؟ قال: إنه كما أخبركم الشريف أحمد بن منصور ونوري الكويري بك، دخل الحجرة وهدد بأن ينسفها إن نحن حاولنا أخذه عنوة. قلت: لا أعتقد ذلك. فقال: أتريد أن تقع جناية في الحجرة؟ قلت: لا بالطبع ولكن أريد تنفيذ الشروط، أليست لديكم حرمة لتواقيعكم؟ فقال: أتريد أن يقتل من يدخل عليه في ذلك المحل؟ قلت: الذنب عليه وقد قتل عمر بن الخطاب بين المنبر والقبر. فقال: أتريد أن ينسف المسجد؟ فقلت: قد احترق المسجد النبوي في التاريخ مرتين، والنبي
صلى الله عليه وسلم
في الرفيق الأعلى، وإن وقع شيء من هذا فسيكون لنا حجة عليكم أنتم الأتراك. والآن أنت تكلم خصمك، فإن لم تنفذ الشروط فسيكون الموقف جد حرج، حيث تقرر استئصال كل من بالمدينة منكم. فقال: أمهلني نصف ساعة.
Página desconocida