اضطر فيها إلى حجز معونة موجهة لأحد حماة الإسلام: وقد جاء في رسالته هذه: إنني لم أفعل ذلك عن محض إرادتي، وما قصدت غير الخير. فاسمح لي يا أحمد وإنني أطلعت السلطان محمود على ما أرغمت عليه، وقلت له بأن الدنيا بأسرها تخاف اليوم، قسوة فرنسا. ولا أستطيع أن أعرض مملكتي لغضبها. ومن جهتك أحطه علما بكل ما جرى وأكد له الحقيقة التي أخبرته بها». لقد كان تصرف باي تونس، في تلك الظروف، عن حيلة وخداع. فعلى الرغم من العواطف النبيلة، التي خصني بها، كما رأينا، فإنه كان يطمع في ضم مقاطعة قسنطينة، ثم انه رفض إعادة شحن المدافع بحجة أنه سيرسلها إلي في الوقت المناسب، ولكنها ظلت في تونس حيث استعملها في مصالحه الخاصة وظن القبطان باشا أن من واجبه الاستجابة لرجاء الباي، فرفع الشراع وغادر المدينة دون أن يشترط استرجاع المدافع. وأحدث لي الاهمال الذي تركت فيه حزنا شديدا خاصة وان رسائل كامل باي كانت قد زودتني بآمال كبيرة.
1 / 62