الفرنسيون على الجزائر، فحاول أن يربط علاقات معهم للاحتفاظ بالسلطة ولكنه لما لم يتمكن من أن يعتمد لديهم أراد أن يستقل وتلقب بالباشا ثم كتب لي يقول بأن علي طاعته ودفع اللازمة إليه، ومقابل ذلك يبعث لي قفطان الملك. فأجبت رسوله بقولي: «كيف! بالأمس، كان مصطفى بايا مثلي، واليوم ينتصب باشا من تلقاء نفسه فما عليه إلا أن يأتي ليأخذ الاعتراف فليس عندي له إجابة والبارود وحده الذي يفصل بيننا.»
وأمام هذه الإجابة اندفع بومزراق في حمقه وأعلن أنه يعزلني وعين مكاني ابراهيم الذي كان بايا لقسنطينة في السابق والذي كان الداي حسين قد عزله. ولمحاربتي تحالف ابراهيم هذا مع فرحات بن سعيد (١٤)، شيخ العرب السابق الذي استبدلته مؤخرا بقريبي بوعزيز بن
_________
(١٤) - ابراهيم باي هو الذي عين فرحات بن سعيد في منصب شيخ العرب، بعد أن أرغم ابن قانه على اخلائه والتنازل عنه. وكان طموحا وفوضويا، ثار سنة ١٨٢١، لكنه سومح وظل يمارس سلطة كبيرة في الجنوب (مارسي، تاريخ قسنطينة، ص: ٣٥٧).
1 / 25