وضعت السماعة على قلبها؛ فسمعت دقات ضعيفة خائرة، دقات قلب عجوز أصابه الوهن والشيخوخة، وقد أوشكت الحياة أن تفلت منه.
خلعت السماعة وتلفت حولي، وتنبهت إلى وجود رجل طويل واقف إلى جواري في عينيه نظرة قلق شديد.
وسألني: حالتها خطيرة يا دكتورة؟
وخرجت من الحجرة دون أن أرد عليه، فخرج ورائي. ووقفت في صالة البيت، فوقف أمامي وسألني مرة أخرى في لهفة شديدة: حالتها خطيرة يا دكتورة؟
وقلت له في هدوء: لا، ليست خطيرة، إنها تموت فقط.
وحملق في فزع ودهشة وقال: تموت؟ لا! لا يمكن!
وأمسك رأسه بيديه وتهاوى على مقعد إلى جواره وأخذ يبكي بصوت مكتوم.
انتظرته حتى فرغ من نشيجه ورفع عينيه إلي وقلت له: كل الناس يموتون. - ولكنها أمي يا دكتورة؟ - لقد أدركتها الشيخوخة، ومن غير الطبيعي ألا تموت.
وجفف عينيه، فمددت يدي لأصافحه وأنا أقول: دعها في حجرتها تودع حياتها في هدوء.
وغلبته دموعه مرة أخرى، ففتحت الباب وخرجت. •••
Página desconocida