269

Memorias de Pickwick

مذكرات بكوك

Géneros

واسترسل المستر بكوك يقول في حدة بالغة: «من الذي سمعني يوما أتحدث إليها إلا كما يتحدث المستأجر إلى المالكة؟ ومن الذي رآني يوما معها؟ حتى من أحد أصدقائي هنا؟»

فقاطعه المستر طبمن قائلا: «إلا في مرة واحدة.»

وهنا امتقع وجه المستر بكوك، وانطلق المستر واردل يقول: «آه، هذا شيء مهم، ولكني أعتقد أنه لم يكن ثمة ما يريب!»

وهنا نظر المستر طبمن إلى زعيمه نظرة متهيبة وقال: «لم يكن ثمة ما يريب، ولكني لا أعرف كيف حدث ما حدث، فقد كانت بلا شك مرتمية في أحضانه.»

وصاح المستر بكوك، وقد داهمته ذكرى ذلك المشهد: «يا للعجب! ويا لصنع المقادير! ما أرهب قوة الظروف! نعم، لقد كانت كذلك، لقد كانت كذلك.»

وقال المستر ونكل في شيء من الخبث: «وكان صديقنا يواسيها في محنتها وآلامها.»

وقال المستر بكوك: «كذلك، لست أنكر، حقا لقد فعلت.»

وهنا صاح المستر واردل: «ها! في قضية ليس فيها ما يريب، إن هذا ليبدو غريبا، أليس كذلك يا بكوك؟ آه! أيها الماكر!»

وانطلق يقهقه حتى اهتزت الأقداح المصفوفة فوق المنضدة الجانبية من قصف قهقهته.

وصاح المستر بكوك وهو يضع ذقنه على كفيه: «ما أرهب اجتماع الظواهر يا ونكل! وأنت يا طبمن أستميحكما صفحا عن الملاحظات التي أبديتها منذ هنيهة، فنحن جميعا ضحايا الظروف، وأنا أكبركم لها فريسة.»

Página desconocida