فأجاب المستر طبمن: «جدا.»
قال: «بنات الإنجليز لسن في جمال بنات الأسبان ... مخلوقات نبيلات ... شعر فاحم ... أعين سود ... أجسام محببة ... مخلوقات حلوة ... حسان.»
فسأله المستر طبمن قائلا: «أزرت أسبانيا ياسيدي؟»
قال: «عشت فيها ... أجيالا.»
قال: «أولك فيها غزوات كثيرة يا سيدي؟»
قال: «غزوات ... آلاف ... دون بولارو فزجيج ... جراندي ... له ابنة وحيدة ... ألدونا كريستينا ... إنسانة بديعة ... أحبتني إلى حد الوله ... الوالد غيور ... بنت رفيعة النفس ... إنجليزي وسيم ... يتولى اليأس قلب ألدونا كريستينا ... تتناول حمض «البروسيك» ... في حقيبتي جهاز لغسيل المعدة ... إجراء عملية لها ... الشيخ بولارو في فرح بالغ ... يوافق على الزواج ... مصافحة وفيض عبرات ... قصة رائعة ... جدا ...»
وعاد المستر طبمن وقد تأثر بوصف مفاتنها بالغ التأثر يسأله: «هل السيدة في إنجلترا الآن يا سيدي؟»
قال الغريب وهو يضع على عينه اليمنى بقية صغيرة من منديل حريري قديم: «ماتت يا سيدي ... ماتت ... لم تشف من غسيل المعدة ... تحطمت بنيتها ... راحت ضحية.»
فسأله الشاعر سنودجراس: «وأبوها؟»
وأجاب الغريب: «ندامة وفجيعة ... اختفاء فجائي حديث المدينة كلها ... البحث في كل مكان ... بلا جدوى ... نافورة عامة في الساحة الكبرى تكف فجأة عن النفث ... أسابيع تنقضي ... لا تزال منقطعة عن نفثها ... يدعى العمال لتنظيفها ... ينزحون ماءها ... يعثرون على جثة عمي، محشورة الرأس في المضخة الرئيسية ... واعتراف مفصل في جوف نعله الأيمن ... أخرجوه ... عادت النافورة تنفث الماء كما كانت.»
Página desconocida