وقالت العمة العانس، وقد تغلب الغضب في نفسها على اعتزامها الإغماء: «كلا، لم أتجاوزها.»
وأجابها أخوها قائلا: «بل تجاوزتها، أنت لا تقلين عن الخمسين ساعة واحدة!»
وعندئذ أطلقت العمة العانس صرخة شديدة، وغابت عن رشدها.
وبادر المستر بكوك الإنساني الرحيم إلى مناداة ربة الفندق وهو يقول: «كوبا من الماء.»
وصاح واردل في شدة غضبه: «كوبا من الماء! هاتوا جردلا فألقوه على بدنها كله لكي تفيق، إنها تستحق كل ما جرى لها.»
وصرخت ربة الفندق الحنون قائلة: «يا لك من حيوان! ما أشقاك يا أختي!» وطفأت تلاطفها قائلة: «هلمي أفيقي! اشربي قليلا من هذا يفقك، لا تستسلمي هكذا يا حبيبتي.» إلى غير ذلك. وأخذت ربة الفندق بمعونة إحدى الوصيفات تمسح بالخل جبين العمة العانس، وتضرب كفيها، وتدغدغ أنفها، وتفك حمائل ثدييها، وتعطيها المنبهات ما تعطيه النساء الرحيمات عادة للسيدات اللائي يحاولن تهييج أنفسهن، والالتجاء إلى التشنج.
وقال سام وقد ظهر لدى الباب: «المركبة جاءت يا سيدي.»
وصاح واردل: «هيا بنا، سأحملها وأنزل بها السلم.»
وعند هذا الاقتراح عاد التشنج إلى العمة العانس بشدة مضاعفة.
وهمت ربة الفندق بالدخول في احتجاج شديد على هذا التصرف، وبدأت فعلا تغضب وتسأل واردل هل يحسب نفسه رب الخليقة، وعندئذ تدخل المستر جنجل قائلا: «مساح! ادع لي ضابطا ...!»
Página desconocida