وعاد المستر طبمن يقول: «يا آنسة واردل ... إنك لملك كريم!»
وصاحت راشل، وقد احمرت وجنتاها احمرار لون «الرشاشة» ذاتها: «يا سيد طبمن!»
وقال ذلكم «البكوكي» البليغ: «أي والله ... إنني أعرف ذلك حق المعرفة.»
غمغمت السيدة بدلال قائلة: «يقولون إن النساء جميعا ملائكة!»
وأجاب هو قائلا: «إذا صح ذلك، فماذا عسى أن تكوني «أنت» إذن، وبأي شيء يمكن أن أقارنك، في غير رياء أو ادعاء ... أين تلك المرأة التي تشبهك ... وأين أرجو أن أعثر على هذا المثال النادر من الإبداع والجمال مجتمعين ... وأين تراني متلمسا ... أواه ...» وتمهل المستر طبمن، وراح يضغط اليد التي أمسكت بمقبض الرشاشة السعيدة.
وأمالت السيدة برأسها إلى ناحية، وهمست في رفق قائلة: «يا للرجال من غشاشين!»
وصاح هو قائلا: «إنهم لكذلك ... إنهم لكذلك، ولكن ليس الرجال جميعا بالخداعين، بل هناك على الأقل واحد لن يتغير أو يتحول ... واحد يقنعه أن يكرس كل حياته لسعادتك ... ولا يحيا إلا في عينيك، ولا يتنفس إلا في ابتسامتك، ولا يحمل عبء الحياة الفادح إلا من أجلك ...»
وقالت السيدة: «أيمكن أن يكون لرجل كهذا وجود؟»
وأجاب المستر طبمن المتلهف مقاطعا: «يمكن أن يوجد! ... بل هو فعلا موجود ... إنه هنا يا آنسة واردل.»
وقبل أن تفطن إلى ما هو مقدم عليه، راح يجثو على ركبتيه عند قدميها.
Página desconocida