Mis Memorias 1889-1951
مذكراتي ١٨٨٩–١٩٥١
Géneros
هذا وقد ساءني ما جاء بجوابكم المذكور من العبارات التي تشف عن اليأس من مستقبل الأمة بسبب ما ظهر من بعض أبنائها من الخور والضعف، تلك الحالة التي أدت إلى تلبية العموم لدعوة عميد أعداء البلاد، وما كنت لأنتظر هذا «الشبه اليأس» منك لما أعهده فيك من قوة الإرادة وشدة الوطنية. فإذا كان الخوف من رجال السلطة حدا بالكثيرين إلى عدم إظهار إحساسهم الوطني، فما يمنعهم من صرف همتهم إلى المشروعات الاقتصادية، كالنقابات وشركات التعاون المنزلي والمالي، وقد برهن ما أسس منها عن نجاح عظيم وعلى استعداد الأمة للإقبال على مثل هذه المشروعات. هذا ميدان واسع للجميع، فادخلوا فيه بهمة ونشاط، فاستقلال مصر الاقتصادي مقدمة لاستقلالها السياسي.
على أني لم أزل أرى من الضروري تقوية لجنة الحزب الإدارية وتتميم أعضائها بانتخاب المخلصين وضمهم إليها وإتيان بعض الأعمال التي تبرهن على وجودها.
أرجوكم الاجتهاد في إدخال أعضاء عاملين في جمعية ترقي الإسلام وأن تكون أنت في مقدمة المشتركين (والاشتراك عشرون فرنكا في السنة)؛ فإن هذه الجمعية سيكون لها مستقبل عظيم وأثر فعال في جميع جهات الإسلام لو وجدت أقل مساعدة.
وفي الختام أهديكم أنت والإخوان مزيد السلام.
محمد فريد (3) كتابي عن التعاون (1914)
وقد عملت بنصيحته وضاعفت جهودي في خدمة الحركة التعاونية والحركة الاقتصادية، وصرفت سنة 1913 في وضع كتابي عن «التعاون» والمساهمة في تأليف بعض النقابات الزراعية ودراسة بعض الشئون الاقتصادية. فكتبت في «الشعب» سلسلة مقالات عن ميزان مصر الاقتصادي (أعداد 23 سبتمبر وأول و2 و5 و10 و14 أكتوبر سنة 1913)، وعن الكماليات في مصر وخسارتها منها (عدد 24 أكتوبر سنة 1913)، وعوائق الصناعة الوطنية (عدد 18 نوفمبر سنة 1913).
ولما علم الفقيد باشتغالي بوضع كتابي عن التعاون، أرسل إلي في 22 أبريل سنة 1913 الخطاب الآتي:
الآستانة البلد في 22 أبريل سنة 1913
حضرة عزيزي الفاضل عبد الرحمن أفندي الرافعي
وصلني عزيز خطابك الرقيم 4 الجاري، وقد سرني اشتغالكم بهذا المؤلف الاقتصادي، كما سرني خبر انصراف همة أحمد بك لطفي لهذه الغاية المفيدة؛ خصوصا وقد علمت من مطالعة الجرائد أن كتشنر سيشتغل بها استجلابا للأمة نحوه ونحو الاحتلال، فيجب عليكم أن تسبقوه لهذا العمل؛ حتى لا تغش الأمة ولا تنصرف إليه. على أني لم أسمع من مدة بتشكيل نقابات جديدة أو شركات تعاون أو شيء آخر من هذا القبيل، مع أنكم لو قام كل فرد منكم بتأسيس جمعية اقتصادية في دائرته لبلغ عددها في وقت قليل العشرات بل المئات؛ ولذلك أرى أن اشتغالك بالتأليف لا يجب أن يمنعك من الاشتغال عمليا في تأسيس النقابات مع إخوانك، وما هذا بعزيز عليكم لو أردتم، ولعلني أسمع قريبا بأخبار ما تؤسسونه من الشركات والجمعيات الجديدة.
Página desconocida