147

Mis Memorias Políticas

مذكراتي السياسية (السلطان عبد الحميد الثاني)

Editorial

مؤسسة الرسالة

Número de edición

الخامسة

Año de publicación

١٤٠٦

Ubicación del editor

بيروت

والارناؤوط والبلغار واليونان والزنوج حَيْثُ جمعتهم الرابطة الايمانية وجعلتهم أفرادا فِي عائلة وَاحِدَة فعلينا وَالْحَالة هَذِه أَن نعتبرأنفسنا مُسلمين قبل أَن نَكُون عثمانيين وَأَن تكون صفة خَليفَة الْمُسلمين فَوق صفة الامبراطور العثماني فان الدّين هُوَ أساس الْبناء السياسي والاجتماعي للدولة
علينا أَن نعترف وَبِكُل أَسف بِأَن الانكليز اسْتَطَاعُوا بدعايتهم المسمومة أَن يبثوا بذور القومية والعصبية فِي بِلَادنَا وَقد تحرّك القوميون فِي الجزيرة الْعَرَبيَّة وَفِي ألبانيا وَظَهَرت فِي سورية بَوَادِر تحرّك مماثل
حب الوطن
بَدَأَ بعض الشَّبَاب الَّذين اكتس قشور الحضارة الاوربية بالقاء خطب فِي الدعْوَة الى حب الوطن لَكِن حب الوطن فِي بِلَادنَا العثمانية يجب أَن يَأْتِي فِي الْمرتبَة الثَّانِيَة بعد حب الدّين الَّذِي يحتل الْمرتبَة الاولي أَلَيْسَ الكاثوليك فِي أوربا يقدمُونَ الْكَنِيسَة الكاثوليكية والبابا على الوطن
بذل الانكليز جهودا كَبِيرَة فِي الدعاية للاقليمية فِي الْبِلَاد الاسلامية بغية اضعاف هيبتنا وَقد لقِيت هَذِه الدعاية قدرا من الرواج فخدع بهَا كثير من المصريين وبدؤوا بالانتقاص من الاسلام وَمن خَليفَة الْمُسلمين

1 / 177