138

Mis Memorias Políticas

مذكراتي السياسية (السلطان عبد الحميد الثاني)

Editorial

مؤسسة الرسالة

Número de edición

الخامسة

Año de publicación

١٤٠٦

Ubicación del editor

بيروت

ان اجْتِمَاع أَدْيَان ومذاهب مُخْتَلفَة فِي دولة وَاحِدَة أَمر ضار إِذْ يتصارع أَتبَاع هَذِه الاديان والمذاهب فَيُؤَدِّي هَذَا الصراع الى اضعاف سلطة الدولة
التسامح
ان اتهامنا بِعَدَمِ التسامح ان دلّ على شىء فانما يدل على جَهَالَة صِحَاب الاتهام لَو أننا أقللنا من التسامح الَّذِي كُنَّا فِيهِ لما آلت امبراطوريتنا الى الْحَال الَّذِي نَحن فِيهِ الْآن وَلَكنَّا فِي وضع أقوى وأمتن وَلَو أجبرنا الفئات غير الْمسلمَة على اعتناق الاسلام فِي بِلَادنَا لما كُنَّا نأسف الْيَوْم على الْفرْقَة الناشئة عَن اخْتِلَاف الدّين وَلَا زلنا حَتَّى يَوْمنَا هَذَا مستمرين فِي اعطاء الْحُقُوق والامتيازات لغير الْمُسلمين
وَمِثَال آخر على تسامحنا هُوَ الزواج من غير المسلمات لقد تزوج كثير من كبار موظفي الدولة بفتيات من النَّصَارَى دون أَن يلْقوا أَي عناء فسفيرنا الحالي فِي لندن توفيق باشا متزوج من امْرَأَة سويسرية وسفيرنا فِي باريس رفعت باشا متزوج من ابْنة ضَابِط روسي أما الضباط الَّذين أرْسلُوا ببعثات الى الْخَارِج فقد عَاد أَكْثَرهم بزوجات نصرانيات حَيْثُ وجدن السَّعَادَة الزَّوْجِيَّة الْحَقِيقِيَّة فَكيف يُنكرُونَ وَالْحَالة هَذِه تسامحنا

1 / 168