395

اخف ، حتى جعل جماعة تباعد مخارج الحروف : من صفات الحسن.

ونقله ابن الأثير في «كنز البلاغة» عن علماء البيان.

وقال الخفاجي : انه شرط للفصاحة ، ورد عليه في المثل السائر : بانا نعلم الفصاحة قبل العلم بالمخارج.

وهو ضعيف : لأنه لم يجعل العلة العلم بتباعد المخارج ، بل نفس التباعد ، وذلك مدرك لكل سامع.

ثم قالوا : ان كلام العرب ثلاثة اقسام ، اغلبه ما تركب من الحروف المتباعدة ، ويليه : تضعيف الحرف نفسه ، واقله : المركب من الحروف المتجاورة ، فهو بين مهمل وقليل جدا.

وانما كان اقل من المتماثلين ، وان كان فيهما ما في المتقاربين وزيادة لان المتماثلين يخففان بالادغام.

قال ابن جنى في آخر سر الصناعة : التأليف ثلاثة اضرب ، احدها : تأليف الحروف المتباعدة ، وهو الأحسن.

الثاني : تضعيف الحرف نفسه ، وهو يلي الأول في الحسن ، وتليهما الحروف المتقاربة ، فاما رفض او قل استعماله.

وحيث كان مدخلية الحرف بهذه المثابة من الغموض : (فالأولى : ان يحال الى سلامة الذوق)، المدرك للطائف الألفاظ ، وان لا يحكم : بأن منشأ التنافر ، ماذا.

وهذا : اقرب الى الصواب ، ويؤيده : ما تقدم في اوائل الكتاب ، من ان مدرك الاعجاز : هو الذوق.

فالضابط المعول عليه في تنافر الحروف ، وعدمه الذوق ، المدرك للطائف الألفاظ ، ووجوه تحسينه ، سواء كان ذلك الذوق : بحسب

Página 397