جزئي الجملة فلما تكرر طلبه امتنع حذفه كذا قالوا وما قالوه منتقض بخبر كان فانه مطلوب من جهتين ولا خلاف في جواز حذفه اذا دل عليه دليل واجازه الجمهور كقوله تعالى ( ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيرا لهم ) تقديره ولا يحسبن الذين يبخلون ما يبخلون به هو خيرا لهم فحذف المفعول الاول للدلالة عليه وكقوله وهو عنتر العبسي
ولقد نزلت فلا تظني غيره
مني بمنزلة المحب المكرم
تقديره فلا تظني غيره مني واقعا فحذف المفعول الثاني والتاء في نزلت مكسورة والحاء والراء من المحب المكرم مفتوحان
واما الثاني فلان وجه قطع التابع عن التابعية لا ينحصر في كونه للمدح حتى يقال لا لطف لبيان ما علم بما لم نعلم مدحا فالاولى في تعليل الاعتساف ان يقال ان في هذه الوجوه تبعيد للمسافة فتامل (واما) الفساد (معنى فلان الحمد على الانعام الذي هو من اوصاف المنعم امكن) اي اسهل (من الحمد على نفس النعمة) لكثرتها وعدم القدرة على تعدادها ( وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها ) قيل يريد بالامكنية ان الحمد صفة المنعمية اشد تمكنا في القلب من الحمد على نفس النعمة لان الحمد عليها على سبيل التجوز بناء على انها اثر تلك الصفة (ولم يتعرض للمنعم به) اي النعمة لامور الاول (لقصور العبارة عن الاحاطة به) ان اراد ذكرها تفصيلا بان يقول الحمد لله على السمع والبصر الى اخر النعم وفي بعض النسخ ايها ما لقصور العبارة اي لاجل ان يتوهم السامع قصور العبارة عن الاحاطة بالمنعم به اي لاجل ان يوقع في ذهن السامع قصور العبارة عن الاحاطة بالمنعم به ان اراد ذكر الكل اجمالا
Página 37