296

وكيف كان : (صار كل منها معهودا)، حكما او صريحا ، (فعرفه)، اي : كلا منها (بتعريف العهد).

اي : ادخل على كل واحد من الفنون لام العهد الذكرى ، وقال : الفن الأول ، الفن الثاني ، الفن الثالث ، كما في قوله تعالى : ( أرسلنا إلى فرعون رسولا فعصى فرعون الرسول ).

(بخلاف) لفظ (المقدمة ، فانه) اي : الشأن : (لم يقع منه) اي : المصنف : (ذكر لها)، اي : للمقدمة ، صريحا ، (ولا) ضمنا ، (واشارة اليها ، فلم يكن لتعريفها) باللام العهدية (معنى) لأن اللام العهدية كما قال ابن هشام لا بد فيها : من ان يكون مصحوبها معهودا ذكريا ، كالآية المتقدمة ، او معهودا ذهنيا ، نحو قوله تعالى : ( إذ هما في الغار ) او معهودا حضوريا ، نحو : قال هذا الرجل ، ولفظ المقدمة ليس بشيء من هذه الثلاثة.

(فنكرها)، لأن الأصل في الاسماء التنكير ، كما صرحوا بذلك في باب غير المنصرف ، ولا مقتضى للعدول عنه الى التعريف.

(وقال : مقدمة)، ولما لم يصح استعمال المفرد ، في كلامهم ، بل في كل لغة ، الا في مورد واحد ، يأتي كلام لنا فيه ، ولم يتم الكلام الا بجزئين ، لفظا او تقديرا ، لا بد من ان يقدر هاهنا شيء فالمقدر اما مبتدأ كما اختاره الشارح ، (اي : هذه مقدمة).

او خبر ، اي : مقدمة اذكرها ، او فعل بناء على كونها منصوبة ، اي : اذكر لك مقدمة ، او فعل مجهول بناء على رفعه كالصورتين الأوليتين ، اي : تذكر مقدمة.

والأحسن من هذه التقديرات : ما فيه تقليل الحذف.

Página 298