217

وانحصار سبب الكشف في الذوق ، دون علم البلاغة وتوابعها : لانه قال : (ان مدرك الاعجاز : هو الذوق ليس الا ، ونفس وجه الاعجاز ، لا يمكن كشف القناع عنها).

فبين الحكمين تناقض من وجهين :

احدهما : الحكم بامكان الكشف في كلام المصنف ، والحكم بعدم الامكان في كلام المفتاح .

وثانيهما : الحكم بحصر سبب الكشف في هذا العلم ، في كلام المصنف والحكم بحصره في الذوق ، في كلام المفتاح ولا يذهب عليك : ان بين ظاهر حكمي المفتاح ايضا تناقض ظاهر.

حيث حكم اولا : بانحصار سبب الكشف في الذوق.

ومعلوم : ان لازمه امكان الكشف.

ثم حكم وصرح : بعدم امكان الكشف.

(قلنا) في رفع التناقض الأول ، بحيث يدفع الثاني ايضا ضمنا :

ان (معنى كلامه) اي : المفتاح ، حيث حكم بعدم الامكان ، ليس عدم امكان الكشف للمتدبر في القرآن ، بل معناه : عدم امكان توصيف ما انكشفه المتدبر لغيره.

وبعبارة اخرى : معنا كلامه : (انه) اي : وجه الاعجاز. (يدرك) بالتدبر في القرآن ، اذا لم يكن على القلوب اقفالها.

(و) لكن (لا يمكن) لمن انكشف عنده (وصفه) اي : توصيفه لغيره (كالملاحة) اي : البهجة ، وحسن المنظر ، فانها ايضا مما

Página 219