122

ان الشمس في الفلك الرابع ، وهي اكبر من كرة الأرض بمراتب ، فكيف تغرب في العين؟! وهل يتكلم بمثل هذا الكلام ادنى جاهل؟ تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.

والعجب : ان المورد من اهل الكتاب ، او من أنس بمشربهم ، ولم ير في كتاب (كمار) الذي هو من الكتب المعتبرة لبني اسرائيل في قصة ذي القرنين ، عبارات أعجب مما حكم بكونه خاليا عن المحصل ، عاريا عن المعنى.

فقد ذكر فيه ما معناه : ان (اسكندر) بعد ان سار على وجه الأرض ، وصل الى باب الجنة ، وصاح ودق الباب ، وأراد الدخول في الجنة ، فقيل له : لا يتيسر هذا في زمان الحياة ، فطلب منهم شيئا فأعطوه حلقة عين انسان.

وهم يؤولون أمثال هذه الكلمات ، ويحملون آيات القرآن على الاهمال ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور.

واما الجواب الرابع : فهو انه لا تناقض في الآيات التي توهم فيها التناقض اصلا.

واما الآيتان الأوليان : فلان المشركين لما رأوا يوم القيامة : ان الله تعالى يغفر لأهل الاسلام ، ولا يغفر للمشركين ، انكروا الشرك رجاء ان يغفر لهم ، فقالوا : « والله ربنا ما كنا مشركين ».

فحينئذ « نختم الله على أفواههم » ويتكلم أيديهم وارجلهم وتشهد عليهم بما كانوا عليه.

فعند ذلك : « يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم

Página 124