El Mejor Maestro
Géneros
ونظير ذلك قوله ع : «يونق منظرها ، ويوبق مخبرها» انتهى.
قال بعض المحققين : ربما يورد من جنح الى مشرب النصارى من المنتحلين للاسلام ، بان ما عليه اهل الاسلام من فصحاء العرب ، عجزوا عن معارضة القرآن ، واقروا بفصاحته وبلاغته ، ممنوع : فلعلهم قد عارضوا بما لم يصل الينا ، وذهب من البين بعد ظهور شوكة الاسلام ، وهذا الايراد انما نشأ من قلة الفهم وغلبة ظلمة الوهم :
وجوابه : اما بالنسبة الى الاحتمال الاول : فهو انه لو كان كذلك لما اخفي : سيما مع توفر الدواعي ، واجتماع الهمم على نقل الامور العجيبة ، والشؤون الغريبة ، سيما في مثل هذا الشان ، والامر الذي كان منتهى امالهم ، ومؤخر آجالهم.
حيث انه لو تحقق. لم يحتاجوا الى ما ارتكبوه من المحاربة والخصام بالسيوف والسهام ، فكيف لم يظهر هذا الامر مع توفر الدواعي بهذه المرتبة ، وهل يكون هذا الامر اقل من ضبط القصائد والخطب الفصيحة؟
والقصص والامثال المليحة؟ ولقد لفق مسيلمة الكذاب جملة من المزخرفات والترهات ، قد بقيت حكايتها الى الان.
واما بالنسبة الى الاحتمال الثاني : فهو انه لو سلم ذهابه من بين المسلمين ، فلا شبهة في توفر الدواعي على ابقائه من الكفار من اهل الكتاب وغيرهم ، مع انهم اضعاف اهل الاسلام بفرقه المتكثرة ، سيما اليهود الذين هم اشد الناس عداوة للذين آمنوا ، ولم يدع احد من الكفار ذلك ، حتى من تصدى من علماء النصارى لرد الاسلام ، مع اهتمامهم في اظهار كل ما ينطفي به نور الاسلام باعتقادهم.
Página 102