٣٤ - قال صاحب الكتاب: ويقال ذو المروءة ربما هلاكه في مروءته لاحتماله ولكظمه مالا يكظم عليه وإن من لا مروءة له أكثر من ذوي المروءة كما ان الأشرار أكثر من الأخيار بكل مكان. فإذا عادى الأشرار خيرًا كثروه وكادوا وشيكًا أن يهلكوه.
" ٣٧ " قال عوانة بن عقيل الأزدي:
وقد تكون مروءات يُعاشُ بها ... وأخرياتٌ تسوق البؤس والعطبا
" ٣٨ " وقال الحُمارس بن جعونة المازني:
ذوو المروءة والأخيار حيثُ ثووا ... قُلٌّ، وغيرُهُم في كثرةٍ العدد
كالرملِ عزَّ فلا يُحصى له عَدَدٌ ... فالقُلُّ جمْعُهُمُ في القربٍ والبُعُدِ
ينكون ما اجتعواغ حتى إذا افترقوا ... لم يعرفوا بأنيسانٍ ولا بلدِ
٣٥ - قال صاحب الكتاب: ويقال من بذل نصيحته وشفعته لمن لا يستمع منه ومن لا يشكر له إن سمع، كان كمن يبذر زرعه في السباخ
" ٣٩ " قال وَعلة بن عامر المُرِّيّ:
إذا نصحت بإحسان تقومُ به ... مَن ليس يَشكُرُ ما أو ليتَ من حسن
كنت الذي استودع المعزاء من خرقٍ ... بذرًا فَلم يزك في سرٍّ ولا علنِ
٣٦ - قال صاحب الكتاب: ويقال الماء ألين من القول بالحجر أشد من القلب والماء إذا كثر انحداره على الحجر لم يلبث ان يؤثر فيه.
" ٤٠ " قال في مثل اثر القلب سُرادق بن علوان الذُّهلي:
وقلتُ لها أدميت قلبي بلفظة ... نطقْتِ بها والقلب يجرحه اللفظُ
فَقالت لَحاك الله جئت عجيبةً ... أيجرحُ قلبَ المرء في صدره الوعظُ
" ٤١ " وقال في مثله من الماء واثره في الحجر المُرازم بن عرقوب العَدَويّ:
وقلتُ له للماء ألين فاعلمن ... من القول قذفًا بالشتيمةِ والسَّبِّ
كما الصخرةُ الصماءُ أقسى مَجسَّة ... وأخشنُ لمسًا يا عُمَيْرُ مِنَ القَلبِ
ولن يلبثَ الماءُ الطويلُ انصبابُه ... على الصَّلد أن يبدو بهِ أثرُ الصَّبِّ
٣٧ - قال صاحب الكتاب: ويقال النجدة يدركها الزلل مع خطأ الرأي والرأي يجزئ بلا نجدة والبأس والنجدة لا يستغنيان عن الرأي
" ٤٢ " قال ابن زياد لأخيه الربيع حين كان منه إلى قيس بن زهير ما كان:
أرى الرأي يُغني دون بأس ونجدةٍ ... وما بهما عنه غنى حيث يمما
وكم فارسٍ قد زَلَّ زلَّةَ عاثرٍ ... إذا هو أخطا رأيه فتحطما
٣٨ - قال صاحب الكتاب: ويقال لا خير في القول إلا مع الفعل ولا في الفقه إلا مع الورع ولا في الصدقة إلا مع النية
" ٤٣ " قال رشيد بن رميض العنزي:
الفقهُ لا يصلُحُ إلا بالورع ... والقول بالفعل إذا المرء وزَعْ
وبالنيات لا الفعل يُنتفع ... والبرُّ أولى بالفتى حيث رتع
٣٩ - قال صاحب الكتاب: ويقال الأدب يذهب غي السكر ويزيد الأنوك سُكرًا كما ان النهار يزيد كل ذي بصر بصرًا ويزيد الخفاش وأمثاله عمى
" ٤٤ " قال العرزمي الحميري:
وسُكْرُ الغِنى السُّكرُ الذي هو مُهلكٌ ... لعمرُ أبيك الخير لا سُكْرُ شاربِ
وعن أدبٍ يصحو أخو السكرِ بالغنى ... إذا كان ذا رأي وَرَبَّ تجاربِ
كما الأنوك النشوان يزداد ضلةً ... وسُكرًا بِهِ في بُعْدِهِ والتقاربِ
٤٠ - قال صاحب الكتاب: ويقال العاقل لا يبطر لمنزلة أصابها وإن عظم ذلك كالجبل الذي لا تزلزله الرياح وإن اشتدت وعظمت عليه والسخيف تبطره أدنى منزلة كالنبات الغض تحركه أدنى ريح.
" ٤٥ " قال المرار بن سعيد الأسدي يمدح محمد بن منصور التميمي ويهجو حاتم بن مخلد بن يزيد بن المهلب وكان محمد والي البصرة:
وَلوَ كُنتَ ذا عقلٍ رجَحْتَ ولم تكن ... لتبطر بالنعما ولو نلتَ مرغبا
فَيَا غَضَّ نبت حرَّكته من الصبا ... نُفيحة ريح فالتوى مُتقلبا
متى كنت عدْلَ الطودِ من آل مالك ... وهل ضرعٌ شختٌ يُعادلُ أغلبا
٤١ - قال صاحب الكتاب: ويقال من الخرق والحمق أن يعامل الإخوان بغير وفاء ويطلب الفوز بالرياء ومودة النساء بالغلظة ونفع الناس بمضرة الناس وبلوغ الفضل بالخفض والدعة
1 / 4