77

Muctasar Min Mukhtasar

المعتصر من المختصر من مشكل الآثار

Editorial

(عالم الكتب - بيروت)،(مكتبة المتنبي - القاهرة)

Ubicación del editor

(مكتبة سعد الدين - دمشق)

وروى عنها أن أبا بكر صلى بالناس ورسول الله ﷺ بالصف ففي هذين الحديثين أنه ﷺ كان مصليا بصلاة أبي بكر مأموما فيها ثم نظرنا في قول ابن عباس وعائشة فكان أبو بكر يصلي بصلاة النبي ﷺ فوجدنا محتملا أن المراد كان يصلي بقدر طاقته ﷺ عليها للمرض الذي كان فيه إذ طاقة المريض ليس كطاقة الصحيح وقد كانت السنة التي أمر الأئمة بها أن يصلوا بصلاة أضعفهم قال عثمان بن أبي العاص: أمرني رسول الله ﷺ أن أؤم الناس وأن أقدرهم بأضعفهم فإن فيهم الكبير والسقيم والضعيف واذا الحاجة وكان هذا أولى مما حمل لأن الناس في تلك الصلاة لم يكن لهم إمامان ولما كان أبو بكر ﵁ هو الإمام فيها بالناس وجب أن يكون هو الإمام فيها بالنبي ﷺ أيضا وحقق ذلك ما روى عن عائشة ﵂ أن رسول الله ﷺ كان في تلك الصلاة خلف أبي بكر واستدلال بعض على أن الإمام كان النبي ﷺ بما روى عنها وكان النبي ﷺ بين يدي أبي بكر يصلي قاعدا وأبو بكر يصلي بالناس والناس خلفه غير متضح إذ من أهل العلم من يجوز للمأموم أن يصلي بين يدي الإمام كما يصلي خلفه منهم مالك مع ما روى أنس بن مالك ﵁ أن رسول الله ﷺ صلى خلف أبي بكر في ثوب واحد برد مخالف بين طرفيه فكانت آخر صلاة صلاها وكيف يجوز أن يكون احد إماما لغيره في صلاة قد دخل فيها ذلك الغير قبله ثم يلزم من كون أبي بكر إماما وجوب سجدة السهو عليه ووجوب القراءة عليه ومن كونه مأموما يلزم عدم وجوب السجود بسهوه وعدم وجوب القراءة فكيف يخرج من صلاة هذا حكمها إلى صلاة أخرى حكمه ضده بلا تكبير يستانفه لها وكيف يظن ذلك بأبي بكر وقد كان من السنة أن لا يسبقوا الأئمة بالركوع والسجود في الصلاة التي يصلونها

1 / 74