Muctamid Ibn Cabbad
المعتمد بن عباد: الملك الجواد الشجاع الشاعر المرزأ
Géneros
ثم إنه نازل إشبيلية وحاصره بها وألح عليه، فأقام الحصار شهرا ودخل البلد قهرا.
ويقول المراكشي في المعجب: إن الفتنة بدأت في شوال سنة 483ه، حين أخذ المرابطون جزيرة طريف دون مقدمة ظاهرة، ثم زحفوا إلى قرطبة فدافع عنها المأمون بن المعتمد إلى أن قتل في صفر سنة 484ه.
وسيأتي أن أخذ إشبيلية كان في رجب سنة 484ه، ويأتي كذلك في أخبار الراضي بن المعتمد أن جيشا توجه إليه وهو في رندة فهزمه وقتله، وكان هذا بعد الاستيلاء على إشبيلية.
لم أجد فيما اطلعت فيه من كتب، تفصيل ما كان بين ابن عباد وابن تاشفين من مراسلة، ثم قطيعة، وعداوة، وحرب.
ويتبين مما نقله صاحب نفح الطيب عن الفتح بن خاقان وابن اللبانة أن المعتمد حوصر في إشبيلية وأن بعض رجال دولته مالوا مع عدوه وكادوا له وخانوه، ولم يفجأ المعتمد بجيوش ابن تاشفين؛ فقد بدءوا قبله بملوك الطوائف وبلغ المعتمد ما جرى عليهم، ثم أخذوا قرطبة وقتلوا ابنه المأمون، ولا نصدق ما سجع به الفتح بن خاقان في قوله:
فأزلته جيوش أمير المسلمين ومحلاته وظاهرته فساطيطه ومظلاته، بعد ما نثرت حصونه وقلاعه ... وهو ساه بروض ونسيم، لاه براح ومحيا وسيم، زاه بفتاة تنادمه، ناه عن هدم أنس هو هادمه.
وقوله:
حتى دخل البلد من واديه، وبدت من المكروه بواديه، وكر عليه الدهر بعواديه، وهو مستمسك بعرى ملذاته، منغمس فيها بذاته، ملقى بين جواريه، مغتر بودائع ملكه وعواريه.
3
لا نصدق أن المعتمد أحدق به الخطر وهو في لعبه ولهوه، فإن عاقلا لا يفعل هذا، فضلا عن المعتمد الهمام الحازم الشجاع بطل موقعة الزلاقة الذي أحس خطر الفرنج فألب عليهم ملوك الأندلس واستنجد المرابطين من المغرب.
Página desconocida