Muctamid Ibn Cabbad
المعتمد بن عباد: الملك الجواد الشجاع الشاعر المرزأ
Géneros
فانتقل من متن الجواد إلى ذروة الأعواد، وأقلع عن الدراسة، إلى تدبير السياسة، وما زال يدبرها بجوده ونهاه، ويورد الآمل فيها مناه، حتى غدت عراقا، وامتلأت إشراقا، إلى أن اتفق في أمر الجزيرة ما اتفق، وخاب فيها الرجاء وأخفق، واستحالت بهجتها، وأحالت عليها من الحوادث لجتها، فانتقل إلى رندة معقل أشب، ومنزل إلى السماك منتسب، وأقام فيها رهين حصار، ومهين حماة وأنصار، ولقيت ريحه كل إعصار، حتى رمته سهام الخطوب عن قسيها، وأمكنت منه يدى مسيها، فحواه رمسه، وطواه عن غده أمسه، حسبما بسطنا القول فيما مر من أخبار أبيه. ا.ه.
كان الراضي والي الجزيرة الخضراء حين عبر يوسف بن تاشفين إلى الأندلس، ومما يؤثر من أخباره: أنه قبض على ابن عمار في شقورة سنة 477 كما تقدم في أخبار هذا الشاعر.
كان الراضي كلفا بمطالعة الكتب والدواوين، مولعا بالشعر، ومما يؤثر من شعره، ما كتب إلى أبيه حين عتب إليه قعوده عن لقاء العدو، وعكوفه على دفاتره، وكان العدو قصد لورقة والراضي في رندة؛ فأمره المعتمد بالخروج إليه فتلكأ، فوجه المعتمد ابنه المعتد للقاء العدو فهزم جيش المعتد، واشتد غضب المعتمد على الراضي؛ فكتب الراضي إليه:
لا يكرثنك خطب الحادث الجاري
فما عليك بذاك الخطب من عار
ماذا على ضيغم أمضى عزيمته
إن خانه حد أنياب وأظفار
لئن أتوك فمن جبن ومن خور
قد ينهض العير نحو الضيغم الضاري
عليك للناس أن تبقى لنصرتهم
Página desconocida