أبو العباس هذا (١) شاعر مفلق، وأديب محقق، وكان كثير الحفظ لشعر شعراء الأندلس المتأخرين خاصة ولشعر غيرهم من المتقدمين من كل إقليم، ومال بعده إلى الآخرة، وباع كتبه عازمًا على الجهاد، راغبًا في الشهادة، فخرج بنية الغزو وانقطع عنا خبره، فسبحان العالم بحاله، وقد علقت عنه مقطعات كثيرة من شعره وشعر غيره، وقلت له: أنشدني من مخترعاتك، وهات من مخبآتك، فقال مرتجلًا:
من سيئاتي مخبآتي ... فخل عني وقول هات
فكلها إن بحثت عنها ... مشبهات بترهات وأنشد يومًا آخر، وقد علقت عنه من شعره وشعر غيره ما يستحسن جدًا:
فوائد قد أتتك على آرتجال ... سلبت بهن ألباب الرجال
فإن أنشدتها يومًا بحفلٍ ... ملأت بها السجال إلى السجال
_________
(١) ياقوت: " بياسة " وسماه أحمد بن يوسف بن تمام ونقل ما أورده السلفي في وصفقه.
1 / 18