Mucallaqat Cashar
المعلقات العشر وأخبار شعرائها
Géneros
وإنه يدخل فيها إصبعه
يدخله حتى يواري أشجعه
كأنما يطلب شيئا أودعه
فلما فرغ لبيد التفت النعمان إلى الربيع يرمقه شزرا، وقال: كذلك أنت يا ربيع! فقال: كذب - والله - ابن الحمق اللئيم. فقال النعمان: أف لهذا الغلام لقد خبث علي طعامي! فقال الربيع: أبيت اللعن أما إني قد فعلت بأمه. لا يكنى، وكانت في حجره، فقال لبيد: أنت لهذا الكلام أهل، أما إنها من نسوة غير فعل، وأنت المرء. قال هذا في يتيمته، وروي أنه قال له: أما إنها من نسوة غير فعل. وإنما قال له ذلك تبكيتا له وتنديدا على قومه؛ لأنها عبسية فنسبها إلى القبيح، وصدقه عليه تهجينا له ولقومه، فأمر الملك بهم جميعا، فأخرجوا، وأعاد على أبي براء القبة، وقضى حوائج الجعفريين من وقته وصرفهم، ومضى الربيع بن زياد إلى منزله من وقته، فبعث إليه النعمان بضعف ما كان يحبوه، وأمره بالانصراف إلى أهله، فكتب إليه الربيع: إني قد عرفت أنه قد وقع في صدرك ما قال لبيد، وإني لست بارحا حتى تبعث إلي من يجردني فيعلم من حضرك من الناس أني لست كما قال. فأرسل إليه: إنك لست صانعا باتقائك مما قال لبيد شيئا، ولا قادرا على ما زلت به الألسن، فالحق بأهلك. فلحق بأهله، وأرسل إلى النعمان بأبيات، فأجابه بأبيات من بحرها ورويها منها:
قد قيل ما قيل إن صدقا وإن كذبا
فما اعتذارك من قول إذا قيلا
وقطعه من ذلك الوقت.
شيء من سيرته
وكان لبيد من فرسان هوازن، وكان الحارث الغساني - وهو الأعرج - وجه إلى المنذر بن ماء السماء مائة فارس، وأمر عليهم لبيدا، فساروا إلى عسكر المنذر، وأظهروا أنهم أتوه داخلين عليه في طاعته، فلما تمكنوا منه قتلوه، وركبوا خيلهم، فقتل أكثرهم، ونجا لبيد، فأتى ملك غسان، فأخبره فحمل الغسانيون على عسكر المنذر فهزموهم، فكان ذلك يوم حليمة الذي يقول فيه الشاعر:
تخيرن من أزمان يوم حليمة
Página desconocida