Mucallaqat Cashar
المعلقات العشر وأخبار شعرائها
Géneros
كذلك أقنو كل قط مضلل
وضرب بصحيفته المثل، ثم تبع طرفة ليرده فلم يدركه، وقيل بل أدركه، وقال له: تعلم أن ما كتب فيك إلا بمثل ما كتب في، فقال طرفة: إن كان قد اجترأ عليك فما كان ليجترئ علي. فهرب المتلمس إلى الشام، وانطلق طرفة إلى العامل المذكور، حتى قدم عليه بالبحرين وهو بهجر، فدفع إليه كتاب عمرو بن هند فقرأه، فقال: تعلم ما أمرت به فيك؟ قال: نعم أمرت أن تجيزني وتحسن إلي. فقال له العامل: إن بيني وبينك خئولة أنا لها راع، فاهرب من ليلتك هذه، فإني قد أمرت بقتلك، فاخرج قبل أن تصبح ويعلم بك الناس. فقال له طرفة: اشتدت عليك جائزتي، وأحببت أن أهرب، وأجعل لعمرو بن هند علي سبيلا، كأني أذنبت ذنبا، والله لا أفعل ذلك أبدا، فلما أصبح أمر بحبسه، وجاءت بكر بن وائل فقالت: قدم طرفة فدعا به صاحب البحرين، فقرأ عليهم كتاب الملك، ثم أمر بطرفة فحبس وتكرم عن قتله، وكتب إلى عمرو بن هند أن ابعث إلى عملك فإني غير قاتل الرجل. فبعث إليه عمرو بن هند رجلا من بني تغلب يقال له عبد هند، واستعمله على البحرين، وكان رجلا شجاعا، وأمره بقتل طرفة وقتل ربيعة بن الحارث العبدي فقدمها عبد هند، فقرأ عهده على أهل البحرين، ولبث أياما، واجتمعت بكر بن وائل فهمت به، وكان طرفة يحضهم وانتدب له رجل من عبد القيس، ثم من الحواثر يقال له أبو ريشة فقتله، فقبره معروف بهجر بأرض منها لقيس بن ثعلبة. ويزعمون أن الحواثر ردته إلى أبيه وقومه لما كان من قتل صاحبهم إياه كذا قال ابن السكيت: ويعارضه ما تقدم من أن أباه مات وهو صغير. ولما حبسه العبدي المتقدم بعث إليه بجارية اسمها خولة فلم يقبلها، وفي ذلك يقول:
ألا اعتزليني اليوم يا خول أو غضي
فقد نزلت حدباء محكمة العض
ومنها البيت المشهور يخاطب به عمرو بن هند:
أبا منذر أفنيت فاستبق بعضنا
حنانيك بعض الشر أهون من بعض
الفصل الثالث
زهير بن أبي سلمى
مات سنة 14 قبل الهجرة و608 للميلاد
Página desconocida