218

Muawiyah ibn Abi Sufyan: Commander of the Faithful and Scribe of the Prophet's Revelation - Dispelling Doubts and Refuting Fabrications

معاوية بن أبي سفيان أمير المؤمنين وكاتب وحي النبي الأمين ﷺ كشف شبهات ورد مفتريات

Editorial

دار الخلفاء الراشدين - الإسكندرية،مكتبة الأصولي - دمنهور

Ubicación del editor

مكتبة دار العلوم - البحيرة (مصر)

Géneros

إن ما ادعاه الشيعة من الأمر بالسبّ، حاشا معاوية ﵁ أن يصدر منه مثل ذلك، والمانع من هذا عدة أمور:
الأول: أن معاوية نفسه ما كان يسب عليًا ﵁، فكيف يأمر غيرَه بسبه؟ بل كان معظمًا له معترفًا له بالفضل والسبق إلى الإسلام، كما دلت على ذلك أقواله الثابتة عنه.
قال ابن كثير: وقد ورد من غير وجه أن أبا مسلم الخولاني وجماعة معه دخلوا على معاوية فقالوا له: «هل تنازع عليًا أم أنت مثله؟».
فقال: «والله إني لأعلم أنه خير مني وأفضل، وأحق بالأمر مني ...».
ونقل ابن كثير أيضًا عن جرير بن عبد الحميد عن المغيرة قال: لما جاء خبر قتل علي إلى معاوية جعل يبكي، فقالت له امرأته: «أتبكيه وقد قاتلته؟».
فقال: «ويحك إنك لا تدرين ما فقد الناس من الفضل والفقه والعلم» (١).
الثاني: أنه لا يعرف بنقل صحيح أن معاوية ﵁ تعرض لعلي ﵁ بسب أو شتم أثناء حربه له في حياته، فهل من المعقول أن يسبه بعد انتهاء حربه معه ووفاته، فهذا من أبعد ما يكون عند أهل العقول وأبعد منه أن يحمل الناس على سبه وشتمه.
الثالث: أن معاوية ﵁ انفرد بالخلافة بعد تنازل الحسن بن علي ﵄ له واجتمعت عليه الكلمة والقلوب، ودانت له الأمصار بالملك، فأي نفع له في سبِّ علي ﵁؟!
بل الحكمة وحسن السياسة تقتضي عدم ذلك، لما فيه من تهدئة النفوس وتسكين الأمور، ومثل هذا لا يخفى على معاوية ﵁ الذي شهدت له الأمة بحسن السياسة والتدبير.
الرابع: أنه كان بين معاوية ﵁ بعد استقلاله بالخلافة وأبناء علي ﵃ من الألفة والتقارب ما هو مشهور في كتب السير والتاريخ.

(١) البداية والنهاية (٨/ ١٣٢، ١٣٣)، وانظر: تاريخ دمشق (٥٩/ ١٤٢).

1 / 234