Mother of the Believers Maimuna bint al-Harith
أم المؤمنين ميمونة بنت الحارث
Editorial
دار القاسم
Géneros
المشركين إذا ما سولت لهم أنفسهم شرًا أو عدوانًا وغدرًا ثم ساروا حتى انكشفت لهم البيت الحرام الذي حيل بينهم وبينه منذ عام مضى ومنعوا عنه سنوات طوالًا فما كادوا يرونه حتى علا صوتهم جميعًا بالتهليل والتكبير، وأحاط المسلمون بالنبي ﷺ في إعزاز وإكبار وما أن أهلت جموعهم حتى جلا القرشيون عن مكة مسرعين إلى التلال والجبال التي تحيط ببطن الوادي؛ لأنهم لم يقتنعوا ولا يريدون أن يروا محمدًا وصحبه يعودون إلى مكة.
بعد أن غادروها منذ أعوام تحت جنح الليل الحالك وسواده الداهم أذلاء مقهورين مبعدين أو هاربين مهاجرين.
وكان قد بقي في مكة عدد من المسلمين المستضعفين لا يستطيعون حولًا ولا طولًا يتخفى بعضهم ويمالئ بعضهم الآخر قريشًا ومنهم ميمونة ﵂.
خلوا بني الكفار عن سبيله:
دخل النَّبي ﷺ مكة فرحًا، وكذلك أصحابه، وعبد الله بن رواحة ﵁ أخذ بزمام ناقة رسول الله ﷺ القصواء فكان يرتجز الشعر، فأراد عمر بن الخطاب ﵁ أن يمنعه من ذلك، فنهاه النبي ﷺ وقال له: «دعه يا عمر والله لوقع كلامه أشد عليهم أي: المشركون من ضربات الحسام ووقع السهام».
فاستمر عبد الله يرتجز ويردد:
خلوا بني الكفار عن سبيله ... خلوا فكان الخير في رسوله
1 / 9