صفوف الرجال أولها، وشرها آخرها، وخير صفوف النساء آخرها، وشرها أولها» (١) حضًا على المباعدة للجميع، وعدم القرب، فلما تحصَّلَ تحقيق العبادة مع دفع المفسدة بشيء من السبل والاحترازات فعل ذلك، وما فعله النبي ﷺ من سد الذريعة أن جعل للنساء موضعًا متأخرًا عن الرجال.
الوجه الثاني: أن النبي ﷺ جعل مع وجود النساء خلف الرجال ضبطًا لأفعالهن وأقوالهن أن يظهرن شيئًا من ذلك بلا حاجة، فقال ﷺ مبينًا ما يفعلن عند سهو الإمام: «التَّسْبِيحُ لِلرِّجَالِ وَالتَّصْفِيقُ لِلنِّسَاءِ» (٢) - يعني في الصلاة-.
يعني إذا انتاب أحد النساء شيء في الصلاة أن تصفق ولا تسبح، ومعلوم أن تصفيق النساء والرجال يشتبه من جهة السماع، ولكن خص اللَّه ﷿ النساء في ذلك حتى لا يظهر من صوتهن شيء يتميزن به بلا حاجة، ومع هذا فالمرأة إذا تكلمت من غير خضوع بالقول فجائز، مع ذلك خصه النبي ﷺ النساء في مثل هذا، ولم يأمرهن ﵊ بالتسبيح كحال الرجال.
الوجه الثالث: أن النبي ﷺ خَصّص للنساء بابًا يدخلن للمسجد ويخرجن منه.