180

Misr

مصر: نسيج الناس والمكان والزمان

Géneros

Yucca

في ولاية نفادا، يحتوي على 50 ميلا من الأنفاق الداخلية، ويستطيع أن يخزن 77 ألف طن من النفايات تنقل بواسطة ناقلات كهربية ومجموعة من الإنسان الآلي. ويتكلف المشروع نحو خمسين مليار دولار، وتطلب حكومة الولاية ضمانا أن تظل النفايات آمنة عشرة آلاف سنة، وبالرغم من تأييد البعض إلى أن هناك من الخبراء من لا يستبعد حدوث انبعاثات إشعاعية تتخلل شقوق الجبل وتتسرب إلى المياه الباطنية. هذا بعض من كل. ففي الولايات المتحدة مئات من المفاعلات لكافة الأغراض، فضلا عن الأسلحة والصواريخ في الأساطيل والغواصات والطائرات. وسواء كان عمر الإشعاعات الضارة عشرة آلاف سنة أو 24 ألف سنة - وهو ما يساوي نصف عمر العناصر المشعة - فإن المخاطر تهدد الإنسان اليوم وباكرا في عقر دار أكثر أقاليم الدنيا استخداما للطاقات الإشعاعية. فالنفايات المستخدمة في أوروبا يعاد معالجتها ثم تنقل في براميل ضخمة زنة مائة طن إلى مكامن آمنة لفترة انتقالية تتراوح بين 20 إلى 30 سنة، حيث تنخفض درجة حرارتها من نحو 400 درجة مئوية إلى 200 درجة، فيمكن التعامل معها بتخزينها نهائيا في أعماق مناجم غير مستخدمة.

وفي ألمانيا حدث اتفاق بين الحكومة وحركة السلام الأخضر يتم بموجبه إغلاق محطات الطاقة النووية كلما بلغ عمر استخدام الواحد منها 32 سنة. وبعبارة أخرى فإن جميع المحطات ال 19 في ألمانيا سوف تغلق بعد نحو عشر وخمس عشرة سنة. وقد جاء هذا الاتفاق نتيجة المظاهرات العديدة التي كانت تسعى لإيقاف القطارات المحملة بالنفايات بعد إعادة معالجتها في معامل معينة في فرنسا وبريطانيا. وقد كلفت مظاهرات مارس 2001 الحكومة 22 مليون دولار تكلفة 15 ألفا من الشرطة الخاصة لتفريق المتظاهرين على طول الطريق الحديدي . ومثل هذه التظاهرات موجودة في فرنسا وهولندا وبريطانيا والسويد. ولأن المحطات النووية في الاتحاد الأوروبي تنتج نحو 30٪ من الطاقة المستخدمة، فإن هناك جدلا كبيرا حول مصير محطات إنتاج الطاقة النووية: هل تغلق لتكفي المستقبل شرورها؟ أم تبقى لتظل الدول الأوروبية أكثر استقلالا، وأقل اعتمادا على مصادر الطاقة الأخرى المستوردة، وبخاصة الغاز الروسي الذي يصل وسط وغرب أوروبا في شبكات ضخمة من الأنابيب؟

مشكلات النفايات موجودة في أراض مختلفة من الاتحاد السوفيتي السابق، وقد لا تكون فيها إمكانات مماثلة لتجنب الإشعاعات لتكلفتها العالية. ومثل ذلك غالبا موجود في الصين. وعلى الأغلب يكون الأمر أشد بؤسا نتيجة المنافسة القاتلة بين الهند وباكستان. والخلاصة: أنه في انتظار طاقة بديلة نظيفة، فإن التقدم التكنولوجي المبهر في مجالات استخدام الذرة في شتى النواحي الحياتية والصحية أصبح له من الآثار الجانبية ما قد يهدد بقاء البشرية، ويحتاج إلى اتفاقات ملزمة كاتفاقية كيوتو ضد التأثيرات الصناعية والطاقة الملوثة على حالة مناخ الأرض، والذي تنصلت منه الولايات المتحدة من أجل مصالحها الخاصة!

4

مصايد وفخاخ أشد فتكا

أوسع مصايد الموت انتشارا هي تلك التطبيقات المعاصرة لتكنولوجيا إنتاج الغذاء، مثل مزارع الدواجن ومزارع الأسماك والبذور المعالجة وراثيا لمحاصيل غذائية واسعة الاستهلاك كالذرة وفول الصويا وبعض الفواكه. فبالرغم من أن نتائج هذه التطبيقات تعد بالأمل في إطعام الشعوب وبخاصة الفقيرة، إلا أننا نجد جدلا شديدا بين المؤيدين والمعارضين، سواء كانوا من العلماء أو الاقتصاديين والساسة الذين يمولون بعض البحث العلمي ليطوعوا العلماء والعلم لمصالحهم الخاصة. فالعلم بطبيعته يبني على مهل ويفسر الظواهر على قدر المعرفة ويترك الباب مفتوحا لقدر آخر من المعلومات يأتي فيما بعد، وبالتالي فالعلم لا يعرف القرارات الحاسمة التي يصدرها الساسة وأصحاب المصالح والاستثمارات الرأسمالية.

وبين المؤيدين والمعارضين تساؤلات وفجوات، نلخص بعضها في النقاط الآتية: (1)

لا شك في أن إنتاج البذور المعالجة وراثيا ضد الكثير من أمراض النبات وأوبئته أعلى من إنتاج البذور غير المعالجة، ولكنه يوفر الكثير من الإنفاقات على مكافحة الأوبئة والأعشاب الضارة، وربما يوفر دخلا أكبر للمزارعين. (2)

إن زيادة الإنتاج الزراعي في دول العالم الثالث سوف تقلل من فاتورة استيراد الأغذية الأساسية لدول العالم الثالث، وتساعد على مكافحة الجوع الذي يسبب الكثير من أمراض سوء التغذية بين الشعوب الفقيرة. مثال ذلك «الذرة ب ت»، كما أن إنتاج فول الصويا والأقطان المعالجة سوف ترفع دخل الفلاح في العالم المتقدم والنامي على حد سواء. وهناك مساع أخرى لإنتاج أرز معالج - الأرز الذهبي - لمكافحة نقص فيتامين «أ» لدي المستهلكين. (3)

Página desconocida