ففي ذات يوم وهم في محاولتهم مر بهم الأمير المصري وكلبه الأمين، فرحبوا به، وأعطوا له زادا هو وكلبه، وسألوه: «من أين أتيت أيها الشاب النبيل؟»
ولم يرغب في أن يخبرهم بأنه ابن فرعون مصر، فأجاب: «أنا ابن ضابط مصري، وقد تزوج أبي أخرى، ولما ولدت أطفالا كرهتني أشد الكره، وطردتني من منزل أبي.»
فضموه إلى رفقتهم، وعاش بينهم، ثم سألهم: «لماذا تقيمون هنا؟ ولماذا تحاولون تسلق هذه الصخرة؟»
فأخبروه عن الأميرة الجميلة التي تعيش في القصر، وكيف أن أول من يصل إلى نافذتها يتزوجها.
واشترك الأمير معهم، ونجح في الوصول إلى الغرض، ولما رأته أحبته وقبلته.
وفي الحال نمى الخبر إلى مسامع الحاكم، ولما سأل الذي أوصل له الخبر عن الأمير الذي ظفر بابنته أجاب الرجل: «هو ليس أميرا؛ إن هو إلا ابن ضابط مصري، طردته زوجة أبيه من المنزل.»
فثار غضب الحاكم، وقال: «هل تتزوج ابنتي مصريا متشردا؟ أرجعوه إلى مصر.»
ولما رجع الرسول إلى الأمير، وأعلمه بإرادة الحاكم القاضية بإقصائه عن ملكه، أمسكت الأميرة بيده، وقالت: «إذا أبعدتموه عني، فسوف لا آكل ولا أشرب حتى أموت في أقرب وقت.»
فأرسل الأب رسلا ليقتلوا المصري، ولكن الأميرة تعرضت لهم، وقالت: «إن قتلتموه ستجدونني ميتة قبل غروب الشمس؛ لن أعيش ساعة واحدة بعيدة عنه.»
وعلى ذلك وافق الحاكم على كره وتزوج الأمير من الأميرة، ووهب الحاكم لهما قصرا وعبيدا وخيرا جزيلا.
Página desconocida