Egipto desde Nasser hasta la guerra de octubre
مصر من ناصر إلى حرب
Géneros
ص30:
اعتراض السوريين على الحل المنفرد من جانب المصريين، الذين لم يراعوا مصالحهم، المهمة تماما، كان اعتراضا منطقيا. فيما بعد، وبعد مرور نصف عام صرح الزعماء السوريون في أحاديثهم الشخصية علانية أن مصر «استغلت» سوريا لتحقيق مصالحها أكثر من مرة. إن كون المصريين لم يولوا اهتماما إلى طلب السوريين أن يمنحوهم فسحة من الوقت لتفريغ خزانات الوقود في حمص، يعد مثالا على مثل هذا السلوك. وبالفعل فقد أشعل الإسرائيليون النيران في مصنع لتكرير النفط وفي الاحتياطات في أحد الأيام الأولى للعمليات العسكرية. وفي الوقت نفسه، بالمناسبة، لم تقم القوات الجوية الإسرائيلية بشن أي غارة على أي من المنشآت الصناعية المصرية، على الرغم من أن مركز الصناعة الحربية العربية موجود في القاهرة تحديدا. أليس أمرا غريبا؟!
ص30:
لو أن المصريين قاموا بالفعل إقناع السوريين بشأن موعد بدء العمليات العسكرية على النحو الذي أورده هيكل، فإن حججه في هذا الشأن تكون ساذجة تماما. آنذاك كان هناك أمر واحد شديد الوضوح؛ لم يكن المصريون على اتفاق حتى في هذا الأمر المهم مع السوريين، بل إنهم أصروا على موقفهم، الذي من شأنه إيقاع الضرر بالقرار السوري، هذا على الرغم من أن المصريين كانوا يعلمون أن الجيش الإسرائيلي كله متمركز ضد سوريا، وأنه كان على السوريين تحديدا أن يحملوا عبء الاتفاقات الإسرائيلية، ولو في بداية الحرب.
ص32:
إن التأكيد على أن الإسرائيليين في الثالث من أكتوبر استبعدوا إمكانية شن حرب من جانب المصريين والسوريين يتناقض مع تأكيد مضاد آخر لهيكل. ينبغي ألا ننسى أيضا أنه بحلول تلك الفترة كان الأمريكيون يملكون بين أيديهم، كما يؤكد الكتاب، الخطة المصرية. وعلاوة على ذلك، فقد كانت القوات المسلحة المصرية قد أجرت بالفعل «مناورات»، وحتى الضباط في أركان الحرب أصبحوا يرتدون ملابس الميدان وأغلقت الكليات العسكرية في مصر، كما تم رفع كباري العبور من مواقع التدريب في النيل. وهناك حقيقة أخرى بالغة الأهمية وهي البدء في الإخلاء الجماعي لأفراد عائلات العاملين السوفييت في كل من مصر وسوريا. كما ينبغي ألا ننسى التصريحات الواردة في الكتاب، والتي أدلى بها العسكريون المصريون بشأن أن إسرائيل سوف تعرف حتما بموعد بدء العمليات العسكرية قبلها بأربعة أو خمسة أيام! الحديث هنا يدور عما جرى من أحداث وقعت في الثالث من أكتوبر؛ أي قبيل بدء الهجوم بثلاثة أيام. وعليه فالإسرائيليون إما تظاهروا بأنهم لا يعرفون شيئا عن استعدادات المصريين الواضحة والملموسة، وإما أن تقرير لجنة أجرانات ببساطة أخفى الحقائق؛ أي إنه كان تقريرا مزيفا.
ص33:
أمر غريب: يورد هيكل العديد من الحقائق تؤدي مباشرة إلى وجود استعدادات ملموسة من جانب المصريين لبدء العمليات العسكرية، كما يتحدث في الوقت نفسه عن فعالية المخابرات الإسرائيلية.
3
كل ذلك يتناقض مع تأكيده بشأن مفاجأة الهجوم المصري. ومع ذلك فإن الكاتب يعزو تقاعس الإسرائيليين (ومن ثم الأمريكيين) إلى غطرسة الإسرائيليين، بزعم أنهم لم يكونوا راغبين في رؤية وتصديق ما رأوه وما سمعوه! هل يمكن أن يكون هذا أمرا جادا؟
Página desconocida