Egipto en el Cesariato de Alejandro Magno
مصر في قيصرية الإسكندر المقدوني
Géneros
124 •••
فيما ذكر صورة من نظام يتعذر علينا أن ندلي بتفاصيله؛ فقد قدر لهذا النظام أن يكون قصير العمر جهد القصر. والظاهر أن حكم البلاد الفعلي لم يلبث أن انحصر، حتى في حياة «الإسكندر» نفسه، في يدي «قليومينس النقراطيسي»، وكان قد أصبح من سكان الإسكندرية الجديدة، وأن النظام الذي وضعه الإسكندر قد بدل، إن لم يكن قد ترك جملة. ولما أراد أخلافه من من بيت «بطلميوس» أن يضعوا للبلاد نظاما جديدا، أقاموه على قواعد أخر. ومن مجمل مبادئ النظام الذي وضعه «الإسكندر» مستمدا من الوصف الموجز الذي خلفه «أريان»، ندرك أنه نظام ينطوي على كثير من التعقيد، فإن السلطة العليا وزعت بين «فيوقسطاس» و«بالاقروس»، وعهد إلى «قليومينس» أن يتسلم الضرائب، في حين أن أمر جبايتها قد ترك للولاة الوطنيين. على أن المركز الرفيع الذي شغله اثنان من الوطنيين في نظام «الإسكندر»، أمر لم يتكرر حدوثه في حكم بيت «بطلميوس»، حتى أخريات أيامه. •••
كان «قليومينس»، على ما يظهر، من المهارة بحيث استطاع أن يستغل القوة التي استمدها من سلطانه المالي، فحصر السلطة الحقيقية في يديه. ولقد اشتهر دراكا في العالم الإغريقي بعدم أمانته، وابتزاز أموال الدولة، كما أنه أصبح مبغوضا في «أثينا» بسبب ما أحدثت نظاماته من غلاء في ثمن القمح.
125
وتجد مثلا من طرقه العنيفة في كنز الأموال، مذكورة في كتاب في «الاقتصاديات»
Economics - ينتحل خطأ على «أرسطوطاليس».
126
وقد جاء فيه:
لما وقع قحط شديد في البلاد المجاورة، ولكنه كان في مصر أقل منه في غيرها، منع «قليومينس» والي مصر تصدير الغلال، ولما شكا جباة الأقاليم من أنهم لا يستطيعون أن يدفعوا ما فرض عليهم من الإتاوة؛ نظرا لما يحدث هذا المنع من كساد في الأسواق، عاد فأمر بتصدير الغلال؛ غير أنه فرض عليها ثمنا عاليا لم يسمح إلا بتصدير جزء قليل منها، فحصل بذلك على قدر كبير من المال، كما رد بذلك حجة الجباة التي كانوا يحتجون بها ...
وروي أنه كان مسافرا بحرا في ولاية كان التمساح فيها إلها، فاختطف تمساح أحد عبيده، فجمع الكهنة في جمهرة، وألقى إليهم بأنه لا بد من أن ينتقم لنفسه تلقاء هذا التهجم الطائش، وأمر بأن يصاد تمساح ليمثل به، فأجمع الكهنة أمرهم؛ عساهم يحولون دون التشهير بآلههم وتحقيره، فجمعوا كل ما استطاعوا جمعه من الذهب وأعطوه له، فأرضوه بذلك، وأمنوا شره ... ويقال إن «الإسكندر» لما أمره أن يشيد مدينة عند «فاروس» (الإسكندرية)، وأن ينقل إليها السوق التجارية التي كانت في «كنوبس»، هبط تلك المدينة، وأخبر كهنتها وأثرياءها أنه إنما وفد إليهم ليخرجهم من أرضهم، فجمعوا قدرا كبيرا من المال وأعطوه له، ليبقي على سوقهم التجارية، فغادر المدينة ومعه المال، ولكنه عاد إليهم بعد فترة جهز خلالها كل المواد اللازمة للبدء في بناء المدينة الجديدة، وطلب أن يعطوه قدرا من المال أكبر مما أخذ أولا، بدعوى أنه وزن الفرق بين إبقاء السوق بمدينتهم أو نقلها إلى الإسكندرية بذلك القدر، فلما علم أنهم عاجزون عن ذلك نقلهم إلى المدينة الجديدة ...
Página desconocida