أَبْوَاب الطَّهَارَة وسننها أَي من الحَدِيث والخبث وَأَصلهَا النَّظَافَة من كل عيب حسي أَو معنوي وَمِنْه قَوْله تَعَالَى انهم اناس يتطهرون وَلما كَانَت الْعِبَادَة نتيجة الْعلم وَالصَّلَاة أفضل الْعِبَادَات وَالطَّهَارَة من شُرُوطهَا المتوقف صِحَّتهَا عَلَيْهَا عقب أَبْوَاب الْعلم بِأَبْوَاب الطَّهَارَة واختصت من بَين شُرُوطهَا لكَونهَا غير قَابِلَة للسقوط ولكثرة ماسئلها الْمُحْتَاج إِلَيْهَا هَذَا وَقَالَ الْغَزالِيّ للطَّهَارَة مَرَاتِب تَطْهِير الظَّاهِر من الْحَدث والخبث ثمَّ تَطْهِير الْجَوَارِح عَن الجرائم ثمَّ تَطْهِير الْقلب عَن الْأَخْلَاق المذمومة ثمَّ تَطْهِير السِّرّ عَمَّا سوى الله تَعَالَى (إنْجَاح الْحَاجة لشاه عبد الْغَنِيّ)
[٢٦٧] يتَوَضَّأ بِالْمدِّ الخ قَالَ النَّوَوِيّ اجْمَعْ الْمُسلمُونَ على أَن المَاء الَّذِي يَجْزِي فِي الْوضُوء وَالْغسْل غير مُقَدّر بل يَكْفِي فِيهِ الْقَلِيل وَالْكثير إِذا وجد شَرط الْغسْل وَهُوَ جَرَيَان المَاء على الْأَعْضَاء قَالَ الْعلمَاء وَالْمُسْتَحب ان لَا ينقص فِي الْغسْل عَن صَاع وَلَا فِي الْوضُوء عَن صَاع خَمْسَة ارطال وَثلث بالغدادي وَالْمدّ رَطْل وَثلث وَبِه يَقُول الشَّافِعِي وَذَلِكَ مُعْتَبر على التَّقْرِيب لَا على التَّحْدِيد وَعند الْحَنَفِيَّة الصَّاع ثَمَانِيَة ارطال وَالْمدّ رطلان (فَخر)
قَوْله قد كَانَ يجزى من هُوَ خير الخ يَعْنِي ان كنت تُرِيدُ الطَّهَارَة والنظافة للِاحْتِيَاط وَالتَّقوى فَكَانَ رَسُول الله ﷺ احوط وَاتَّقَى مِنْك وان كنت تزْعم ان المَاء لَا يصل الى شعرك للكثرة فَكَانَ النَّبِي ﷺ أَكثر شعرًا مِنْك فالغرض ان الْإِسْرَاف فِي المَاء بِسَبَب التوهمات الْبَاطِلَة مَمْنُوع عَنهُ (إنْجَاح)
قَوْله
[٢٧١] لَا يقبل الله صَلَاة الا بِطهُور هُوَ بِالضَّمِّ الطُّهْر وبالفتح المَاء الَّذِي يتَطَهَّر بِهِ نسختان قَالَ بن الْحجر أَي لَا تصح إِذْ نفى الْقبُول اما بِمَعْنى نفي الصِّحَّة كَمَا هَهُنَا واما بِمَعْنى نفي الثَّوَاب قَوْله
[٢٧٢] وَلَا صَدَقَة هِيَ الَّتِي طَهَارَة النَّفس من رذيلة الْبُخْل وَقلة الرَّحْمَة قَوْله من غلُول بِالضَّمِّ على مَا فِي النّسخ المصححة أَي مَال حرَام وَاصل الْغلُول الْخِيَانَة فِي الْغَنِيمَة قَالَ بعض الْعلمَاء من تصدق بِمَال حرَام ويرجوا الثَّوَاب كفر (مرقاة)
قَوْله
[٢٧٥] مِفْتَاح الصَّلَاة الخ قَالَ المظهري الدُّخُول فِي الصَّلَاة تَحْرِيمًا لِأَنَّهُ يحرم الْأكل وَالشرب وَغَيرهمَا على الْمصلى وسمى التسلي تحليلا لتحليل مَا كَانَ محرما على الْمصلى لِخُرُوجِهِ عَن الصَّلَاة قَالَ الطَّيِّبِيّ شبه الشُّرُوع فِي الصَّلَاة بِالدُّخُولِ فِي حرم الْملك المحمي عَن الاغيار وَجعل فتح بَاب الْحرم بالتطهر عَن الادناس وَجعل الِالْتِفَات الى الْغَيْر والاشتغال بِهِ تحليلا تَنْبِيها على التَّكْمِيل بعد الْكَمَال (زجاجة)
قَوْله وتحليلها التَّسْلِيم هَذَا على مَذْهَب الْجُمْهُور ظَاهر وَأما أَبُو حنيفَة فَيَقُول الْمُصَلِّي يخرج من صلَاته بصنعة الَّذِي يُخَالف الصَّلَاة لَكِن مَعَ الْكَرَاهَة فَالْمُرَاد من الحَدِيث التَّحْلِيل الَّذِي يَلِيق بشأن الْمُصَلِّي على وَجه الْكَمَال وَهُوَ التَّسْلِيم (إنْجَاح)
قَوْله
[٢٧٧] اسْتَقِيمُوا وَلنْ تُحْصُوا قَالَ فِي النِّهَايَة أَي اسْتَقِيمُوا فِي كل شَيْء حَتَّى لَا تميلوا وَلنْ تُطِيقُوا الاسْتقَامَة من قَوْله تَعَالَى علم ان لن تحصوه أَي لن تُطِيقُوا عده وَضَبطه وَقَالَ المظهري أَي الزموا الصِّرَاط الْمُسْتَقيم فِي الدّين فِي الْإِتْيَان بِجَمِيعِ المأمورات والانتهاء عَن جَمِيع المناهي وَقَالَ الْبَيْضَاوِيّ الاسْتقَامَة اتِّبَاع الْحق وَالْقِيَام بِالْعَدْلِ وملازمة الْمنْهَج الْمُسْتَقيم وَذَلِكَ خطب عَظِيم لَا يتَصَدَّى لاحصائه إِلَّا من استضاء قلبه بالانوار القدسية وتخلص عَن الظُّلُمَات الانسية وايده الله من عِنْده وَقَلِيل مَا هُوَ وَأخْبرهمْ بعد الْأَمر بذلك انهم لَا يقدرُونَ على ايفاء حَقه وَالْبُلُوغ الى غَايَته كَيْلا يغفلوا عَنهُ فَلَا يتكلوا على مَا يأْتونَ بِهِ وَلَا يَيْأَسُوا من رَحْمَة الله تَعَالَى فِيمَا يزرون وَقيل مَعْنَاهُ لن تُحْصُوا ثَوَابه وَقَالَ الطَّيِّبِيّ لما أَمرهم بالاستقامة وَهِي الشاقة جدا تَدَارُكه بقوله وَلنْ تُحْصُوا رَحْمَة ورافة من الله تَعَالَى على هَذِه الْأمة كَمَا قَالَ تَعَالَى فَاتَّقُوا الله مَا اسْتَطَعْتُم بعد مَا انْزِلْ اتَّقوا الله حق تُقَاته (زجاجة)
قَوْله
[٢٧٩] وَنِعما ان اسْتَقَمْتُمْ نعما أَصله نعم مَا فأدغم الْمِيم الأول فِي الْمِيم الثَّانِي كَقَوْلِه تَعَالَى ان الله نعما يعظم بِهِ وَمَا مَوْصُولَة أَي نعم الَّذِي أمرْتُم بِهِ فِيهِ مُبْهَم وشيئا تميز يفسره وان اسْتَقَمْتُمْ مَخْصُوص بالمدح أَي نعم الشَّيْء أَو شَيْئا استقامتكم (إنْجَاح الْحَاجة)
قَوْله
[٢٨٠] شطر الْإِيمَان قَالَ فِي النِّهَايَة لِأَنَّهُ يطهر نَجَاسَة الْبَاطِن وَالْوُضُوء يطهر نَجَاسَة الظَّاهِر مِصْبَاح الزجاجة
قَوْله
[٢٨١] لَا ينهزه أَي لَا يحركه النهز الدّفع نهزته دَفعته ونهز رَأسه حركه كَذَا فِي الْمجمع (إنْجَاح)
قَوْله وَلَا ينهز الخ بالزاي أَي لم ينْو بِخُرُوجِهِ غَيرهَا وَاصل النهز الدّفع يُقَال نهزت الرجل انهزه إِذا دَفعته ونهز رَأسه إِذا حركه (زجاجة)
قَوْله
1 / 24