[٢٠٤] فَحَث عَلَيْهِ لَعَلَّ هَذَا الرجل كَانَ مُحْتَاجا فَرغب النَّبِي ﷺ على الصَّدَقَة فَقَالَ رجل من الْحَاضِرين عِنْدِي كَذَا وَكَذَا من الْعَطاء لَهُ فاستن بذلك الرجل رجال آخَرُونَ فتصدقوا على الْفَقِير حَتَّى مَا بَقِي فِي الْمجْلس رجل إِلَّا تصدق عَلَيْهِ ١٢ إنْجَاح الْحَاجة من اسْتنَّ أَي من اتى بطريقة مرضية فاستن بِهِ أَي فاقتدى بِهِ كَذَا فِي الْمجمع ١٢ (إنْجَاح)
قَوْله فَعَلَيهِ وزره الخ وَلَا يُعَارض هَذَا الحَدِيث قَوْله تَعَالَى لَا تزر وَازِرَة وز أُخْرَى فَإِن من سنّ سنة سَيِّئَة فَجَزَاؤُهُ هَذَا لِأَن الاضلال وزر لَا يُسَاوِيه وز وَلذَلِك يَقُول أهل النَّار رَبنَا أرنا الَّذين اضلانا من الْجِنّ والأنس نجعلهما تَحت اقدامنا ليكونا من الاسفلين وَالْمرَاد من الْجِنّ إِبْلِيس وَمن الانس قابيل لِأَنَّهُمَا أول من سنّ الْكفْر وَالْقَتْل انجاح وَقَالَ الْقَارِي وَحِكْمَة ذَلِك ان من كَانَ سَببا فِي ايجاد الشَّيْء صحت نِسْبَة ذَلِك الشَّيْء اليه على الدَّوَام وبدوام نسبته اليه يُضَاف ثَوَابه وعقابه لِأَنَّهُ الأَصْل فِيهِ (مرقاة)
قَوْله
[٢٠٦] من دَعَا الى هدى الخ قَالَ الْبَيْضَاوِيّ افعال الْعباد وان كَانَت غير مُوجبَة وَلَا مقتضية للثَّواب وَالْعِقَاب بذواتها الا أَنه تَعَالَى أجْرى عَادَته بربط الثَّوَاب وَالْعِقَاب بهَا ارتباط المسببات بالأسباب وَفعل العَبْد مَاله تَأْثِير فِي صدوره بِوَجْه فَكَمَا يَتَرَتَّب الثَّوَاب وَالْعِقَاب على مَا يباشره وَيُزَاد لَهُ يَتَرَتَّب كل مِنْهُمَا على مَا هُوَ مسبب فِي فعله كالارشاد اليه والحث عَلَيْهِ ولماكانت الْجِهَة الَّتِي بهَا اسْتوْجبَ الْمُسَبّب الْأجر وَالْجَزَاء غير الْجِهَة الَّتِي اسْتوْجبَ بهَا الْمُبَاشر لم ينقص أجره من أجره شَيْئا وَقَالَ الطَّيِّبِيّ الْهدى فِي الحَدِيث مَا يَهْتَدِي بِهِ من الْأَعْمَال وَهُوَ بِحَسب التنكير مُطلق شَائِع فِي جنس مَا يُقَال لَهُ هجى يُطلق على الْقَلِيل وَالْكثير والعظيم والحقير فاعظمن هدى من دَعَا الى الله وادناه هدى من دَعَا الى اماطة الْأَذَى عَن طَرِيق الْمُسلمين وَمن ثمَّ عظم شَأْن الْفَقِيه الدَّاعِي الْمُنْذر حَتَّى فضل وَاحِد مِنْهُم على ألف عَابِد لِأَن نَفعه يعم الْأَشْخَاص ولاعصار الى يَوْم الدّين (زجاجة)
قَوْله
[٢٠٧] عمل بهَا بعده أَي بعد استنانه فَإِنَّهُ من اقْتدى بِهِ فِي حيواته أَو بعد مماته كَانَ لَهُ من اجورهم أَو اوزارهم (إنْجَاح)
قَوْله لَازِما لدعوته أَي لأهل دَعوته فَإِن من دَعَا النَّاس الى شَيْء كَانَ اتِّبَاعه مَعَه قَالَ الله تَعَالَى احشروا الَّذين ظلمُوا أَو زاجهم وَمَا كَانُوا يعْبدُونَ من دون الله فاهدوهم الى صِرَاط الْجَحِيم أوالمراد من الدعْوَة جَزَاء دَعوته فَإِن الْأَعْمَال تَجِيء مَعَ عاملها يَوْم الْقِيَامَة حَسَنَة كَانَت أَو سَيِّئَة (إنْجَاح)
قَوْله من احيا سنة الخ قَالَ المظهري السّنة مَا وَضعه رَسُول الله ﷺ من احكام الدّين وَهِي قد تكون فرضا كَزَكَاة الْفطر وَغير فرض كَصَلَاة الْعِيد وَصَلَاة الْجَمَاعَة وَقِرَاءَة الْقُرْآن فِي غير الصَّلَاة وَتَحْصِيل الْعلم وَمَا أشبه ذَلِك واحياءها ان يعْمل بهَا ويحرض النَّاس عَلَيْهَا ويحثهم على اقامتها (زجاجة للسيوطي)
قَوْله
[٢١١] خَيركُمْ الخ قَالَ المظهري يَعْنِي إِذا كَانَ خير الْكَلَام كَلَام الله فَكَذَلِك خير النَّاس بعد النَّبِيين من يتَعَلَّم الْقُرْآن ويعلمه وَقَالَ الْقَارِي لَكِن لَا بُد من تَقْيِيد التَّعَلُّم والتعليم بالإخلاص وَقَالَ الطَّيِّبِيّ أَي خير النَّاس بِاعْتِبَار التَّعَلُّم والتعليم من تعلم الْقُرْآن (مرقاة)
قَوْله قَالَ وَأخذ بيَدي الخ لَعَلَّ هَذَا القَوْل قَول عَاصِم بن بَهْدَلَة لِأَنَّهُ كَانَ امام الْقُرَّاء فِي زَمَنه وانتشر قرأته فِي الافاق أَي قَالَ عَاصِم اخذ مُصعب بن سعد بيد فاقعدني مقعدي هَذَا أَي مجْلِس تَعْلِيم الْقُرْآن وَالله أعلم (إنْجَاح)
قَوْله الاترجة هُوَ بِضَم الْهمزَة وَسُكُون التَّاء وَضم الرَّاء وَتَشْديد الْجِيم فِي رِوَايَة البُخَارِيّ بنُون سَاكِنة بَين الرَّاء وَالْجِيم المخففة وَفِي الْقَامُوس الأترج والأترجة والترنج والترنجة مَعْرُوف وَهِي أحسن الثِّمَار عِنْد الْعَرَب قَالَ الطَّيِّبِيّ اعْلَم ان كَلَام الله تَعَالَى لَهُ تَأْثِير فِي بَاطِن العَبْد وَظَاهره وان الْعباد متفاوتون فِي ذَلِك فَمنهمْ من لَهُ النَّصِيب الاوفر من ذَلِك التَّأْثِير وَهُوَ الْمُؤمن الْقَارِي وَمِنْهُم من لَا نصيب لَهُ بِالْكُلِّيَّةِ وَهُوَ الْمُنَافِق الْحَقِيقِيّ وَمِنْهُم من لَهُ تاثير فِي ظَاهره دون بَاطِنه وَهُوَ الْمرَائِي أَو بِالْعَكْسِ هُوَ الْمُؤمن الَّذِي لم يقرء (مرقاة مَعَ اخْتِصَار)
قَوْله وشفعه فِي عشرَة الخ فِيهِ رد على الْمُعْتَزلَة حَيْثُ قَالُوا أَن الشَّفَاعَة لَا تكون فِي حط الْوزر بل تكون فِي رفع الدرجَة فَقَط بِنَاء على مَا اخترعوه بِأَن مرتكب الْكَبِيرَة يخلد فِي النَّار (فَخر)
قَوْله
1 / 19