72

Espejo del tiempo

مرآة الزمان

Investigador

[بأول كل جزء تفصيل أسماء محققيه]

Editorial

دار الرسالة العالمية

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤٣٤ هـ - ٢٠١٣ م

Ubicación del editor

دمشق - سوريا

Géneros

والخامس: لأن النوم استراحة، والله تعالى لا يأخذه تعبٌ فيستريح؛ وقال أبو إسحاق الثعلبي بإسناده عن سفيان الثوري، عن محمَّد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله قال: سئل رسول الله ﷺ أينامُ أهل الجنة؟ قال: "لا، النوم أخو الموت" (١). وقال الله تعالى: ﴿لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ﴾ [البقرة: ٢٥٥] السِّنَةُ: النوم الخفيف وهي النعاس؛ وقال الزجاج (٢): هي ريح تجيء من قبل الرأس لينة فتغشي العين، والوسنان بين النائم واليقظان. فإن. قيل: فالملائكة لا تنام فقد شاركت الباري في هذه الحالة؟ ! فالجواب: أن الملائكة لا تنام ويجوز عليها النوم، والباري ﷾ لا يجوز عليه ذلك. فصل (٣) والباري سبحانه ليس بجسم، وقالت الكَرَّامية: هو جسم إلا أنه لا يشبه الأجسام. واحتجوا بما ورد. من آيات الصفات كقوله تعالى: ﴿وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا﴾ [هود: ٣٧] وبأخبار الصفات ونحوها، ونحن نقول: الجسم محدود بالطول والعرض ونحوه، والباري ليس بمحدودٍ بالطُول والعرض، وأمّا الآيات والأخبار فمؤوَّلة بما يليق به سبحانه. * * *

(١) أخرجه البزار (كشف الأستار ٣٥١٧)، والعقيلي في "الضعفاء"٢/ ٣٠٨، والطبراني في "الأوسط" (٩٢٣، ٨٨١١)، وابن عدي في "الكامل" ٤/ ١٥٣٣، وأبو نعيم في "الحلية" ٧/ ٩٠، وابن الجوزي في "العلل" (١٥٥٣، ١٥٥٤). وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" ١٠/ ٤١٥ وقال: رواه الطبراني في "الأوسط" والبزار، ورجال البزار رجال الصحيح. وقال الرازي في "العلل" ٢/ ٢١٩: الصحيح عن ابن المنكدر عن النبي ﷺ، ليس فيه جابر. وأخرجه العقيلي ٢/ ٣٠١ عن ابن المنكدر عن النبي ﷺ مرسلًا. (٢) هو إبراهيم بن السري، أبو إسحاق البغدادي، نحوي زمانه، من تصانيفه: "معاني القرآن" و"فعلت وأفعلت" (ت. ٣١ هـ). انظر ترجمته في "سير أعلام النبلاء" ١٤/ ٣٦٠. (٣) انظر "كنز الدرر" ١/ ١٦.

1 / 20